بيروت - وكالات:
أصيبت مركبة عسكرية إسرائيلية أمس الأربعاء بصاروخ مضاد للدبابات في منطقة مزارع شبعا بالقرب من الحدود مع لبنان بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي في تغريدة بالعبرية على حسابه الرسمي على موقع تويتر «تشير التقارير الأولية الى إصابة مركبة عسكرية على ما يبدو بصاروخ مضاد للدبابات في منطقة هار دوف» مستخدماً المصطلح الإسرائيلي لمزارع شبعا. ومن ناحيته، أكد مصدر أمني إسرائيلي أن هناك عدداً من الإصابات بعد أن تعرضت المركبة «لإطلاق نار كثيف جداً من مسافة قريبة»، مشيراً الى أن الحادث ما زال مستمراً. وأفادت تقارير إسرائيلية بأن أربعة جنود أصيبوا جراء سقوط قذيفة مضادة للدبابات قرب الحدود مع لبنان. وكان الجيش الإسرائلي قد أعلن أن القذيفة أصابت إحدى مركباته. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن أصوات انفجارات سمعت داخل مزارع شبعا المحتلة. وأوضح المصدر أنه لم يتضح حتى الآن إن كانت المركبة العسكرية أصيبت بصاروخ أم قذيفة هاون أم صاروخ مضاد للدبابات، ولكنه أكد أن الجيش الإسرائيلي رد بإطلاق النيران وأصاب أهدافاً على الجانب اللبناني. ولا توجد حدود مرسمة بوضوح بين لبنان وإسرائيل في تلك المنطقة، بل تحتل إسرائيل منذ حرب حزيران/يونيو 1967 منطقة مزارع شبعا المتاخمة لبلدة شبعا ويطالب لبنان باستعادتها، بينما تقول الأمم المتحدة إنها عائدة الى سوريا.
من جهته أعلن حزب الله تبنيه لهجوم استهدف جنوداً إسرائيليين أمس الأربعاء عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، معلناً عن استهداف «موكب عسكري إسرائيلي» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بحسب ما جاء في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه. وأوضح البيان أن مجموعة من عناصر حزب الله قاموا الأربعاء باستهداف «موكب عسكري إسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مؤلف من عدد من الآليات، ويضم ضباطاً وجنوداً صهاينة، بالأسلحة الصاروخية المناسبة ما أدى إلى تدمير عدد منها ووقوع إصابات عدة في صفوف العدو».
وفي تطور آخر، طلب الجيش الإسرائيلي من سكان منطقة الجليل، اللجوء إلى أماكن آمنة وسط مخاوف جادة من تصاعد العملية العسكرية واحتمالات عمليات تسلل داخل الأراضي الإسرائيلية، وأعلنت إسرائيل المنطقة الشمالية منطقة عسكرية، كما قررت إسرائيل في وقت لاحق إغلاق مطارات حيفا، وتوقيف الطيران المدني، حسب ما ذكرت القناة الثانية الإسرائيلية، فيما سارعت لبنان إلى إخلاء القرى اللبنانية المحاذية للحدود مع إسرائيل.
رئيس الوزراء أعلن أن إسرائيل سترد بقوة وقال إن من يريد أن يختبر قواتنا في الشمال عليه أن يتذكر ما حل بغزة. وحذر من اختبار القوة الإسرائيلية في الشمال، صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أعلنت قبل قليل عن سقوط قذائف مورتر على قرية «المقسمة»، الواقعة بين الحدود الإسرائيلية اللبنانية ويرى مراقبون أن هذه العملية التي استهدفت جنوداً إسرائيليين ربما تكون رد الفعل لحزب الله على العملية العسكرية الإسرائيلية التي أودت بحياة سبعة من قيادات حزب الله، من بينهم جهاد عماد مغنية. فيما ذكر مصدر لبناني أن ثمانية قذائف إسرائيلية سقطت على الجنوب اللبناني وأكد أن قوات إسرائيلية كبيرة العدد تهرع حالياً باتجاه الحدود مع لبنان للاشتباه في عملية تسلل.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شرع، أمس الأربعاء، في أعمال حفر عند الحدود مع لبنان في محيط مستوطنة زرعت، بحثا عن فتحات لاتفاق محتملة تمتد من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية. وكان قد قتل جندي اسباني في قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان اليونيفيل أمس الأربعاء عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية التي شهدت هجوماً لحزب الله ضد الموكب الإسرائيلي ردت عليه إسرائيل بقصف مناطق حدودية. وقال اندريا تينينتي المتحدث باسم وحدات اليونيفيل لوكالة فرانس برس «يمكننا أن نؤكد مقتل جندي»، من دون أن يحدد جنسية هذا الجندي أو ظروف مقتله. لكن مصدراً في السفارة الإسبانية في بيروت أكد في تصريح لفرانس برس أن الجندي الذي قتل أمس يحمل الجنسية الإسبانية. وتنتشر قوة الأمم المتحدة الموقتة لحفظ السلام منذ العام 1978، إثر احتلال إسرائيل أجزاء واسعة من جنوب لبنان. وتوسعت مهماتها في العام 2006 إثر صدور القرار 1701 الذي وضع حداً لمواجهات استمرت 33 يوماً بين حزب الله اللبناني وإسرائيل. يبلغ عديد القوة الدولية نحو 10 آلاف جندي ينتمون الى 36 دولة، بينهم نحو 600 جندي إسباني.