تتزاحم العبراتُ والأحزانُ
وتموجُ خلف بحورها الأوزانُ
ويمرُّ فوج الذكريات كأنه
حلمٌ، يفكُّ خيوطه نعسانُ
هذا العزيز على القلوب وهذه
أفعاله، الإقدامُ والإحسانُ
جودٌ، عطاءٌ، دون منٍّ أو أذى
بذلٌ، سخاءٌ حقه العرفانُ
ومواقفٌ تقف القلوب أمامها
ومنابرٌ فيها العزاء أذانُ
فُجعتْ به، ورمى الفراقُ قلوبها
وقلوبنا، فإذا الشجاع جبانُ
أدمى الضلوع، وللعيون حديثها
صدرٌ ينوح، فلا يبوح لسانُ
رحل الحنون فكيف لا يبكي له؟
قلبُ الصَّدوق، وكله أحزانُ
دنيا، مجالٌ للسباق.. وهكذا
لابد أن يترجل الفرسانُ
كُتب الفراق على الجميع وما لنا
إلا الدعاء، وربنا منانُ
وعزاؤنا أن الجزاء كما نرى
يا بادياً إحسانُه إحسانُ
ذكرٌ، ويجري الأجر في معروفه
عطرٌ، ومثوى الطيبين جنانُ
ظلٌّ ظليلٌ في أرائك جنة
عفوٌ كريمٌ رحمةٌ غفرانُ
قدرٌ به ارتضت القلوب وحسبها
عند المصاب: الصبرُ والسلوانُ
واللهُ أكرمُ من يؤمِّن عبده
يوماً تشيب لهوله الولدانُ
شعر/ باسم بن محمد السبعي - كاتب عدل بكتابة العدل بمحافظة أبو عريش