فيينا - المحليات:
في إطار احتفالات صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) بالذكرى السنوية الـ 39 لإنشائه، دشن أمس المدير العام السيد سليمان جاسر الحربش، بمرافقة السيد جيتاتشو إنجيدا، نائب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) معرضاً مشتركاً تحت عنوان «الاحتفال بشراكة طويلة الأمد من أجل التعليم والتنمية» في مقر أوفيد بالعاصمة النمساوية، فيينا. وقد شهد مراسم الافتتاح عدد غفير من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية لدى النمسا، فضلاً عن كوكبة من رجال الأعمال والإعلاميين وناشطات الأعمال الخيرية وغيرهم من المهتمين بهذا اللون من الفنون. وتُوج حفل الافتتاح بتوقيع كل من السيد الحربش والسيد إنجيدا ثلاث اتفاقيات منح جديدة تبلغ قيمتها الإجمالية 2.3 مليون دولار أمريكي للمشاركة في تمويل عدد من البرامج والمشروعات المهمة في مجال التعليم في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وقد استهل السيد الحربش كلمته الافتتاحية للمعرض بإعلانه أن هذا الحدث قد تم تخصيصه لذكرى خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، الذي وافقته المنية الأسبوع الماضي. وقال الحربش «إن الملك الراحل كان سنداً وداعماً قوياً للتنمية بكافة أبعادها ليس في بلده وحسب بل في جميع أنحاء العالم. وتحقيقاً لهذه الغاية، فقد أطلق الملك الراحل العديد من المبادرات المهمة، ومن بينها مبادرة الطاقة من أجل الفقراء، التي أصبحت على رأس جدول أعمال التنمية لمرحلة ما بعد 2015». وأكد السيد الحربش على ثقته التامة أن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - خير خلف لخير سلف - سيواصل مسيرة أخيه الراحل لخدمة شعبه وأمته والإنسانية كلها. وبمناسبة مرور 39 عاماً على تأسيسه، أشاد السيد الحربش بمسيرة أوفيد طوال الأعوام الماضية، التي حافظ خلالها على تكثيف مساعداته والتكيف مع متطلبات أولويات التنمية المستدامة في البلدان الشريكة. وأثنى المدير العام على التوسع المؤسسي الهائل على صعيد المشروعات والبرامج الإنمائية الهادفة. وسلط السيد الحربش الضوء على أهمية التعليم، مؤكداً دوره المحوري في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بخاصة في البلدان الفقيرة. وقال الحربش أن «التعليم يلعب دوراً رئيساً في أنشطة اوفيد، لذا نوجه ما يزيد عن عُشر تمويلات المنح إلى هذا قطاع.» وأضاف السيد الحربش «أنه من المهم بمكان أن يسترد التعليم مكانته البارزة على جدول أعمال التنية الدولية كهدف رابع، خاصة بعد كل الإنجازات التي تحققت من خلال الأهداف الإنمائية للألفية في موعدها المستهدف بنهاية هذا العام.»
وفي كلمته بالنيابة عن مدير عام يونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا، عبر السيد جيتاتشو إنجيدا عن امتنانه لاستضافة أوفيد هذا المعرض، الذي يسلط الضوء على مشروعاتهما المشتركة، مؤكداً التزام يونسكو بتعزيز المزيد من التعاون مع أوفيد، لا سيما بعد تنفيذ كل هذه المشروعات المشتركة الناجحة خلال السنوات الأخيرة. وأكد السيد إنجيدا على عزم يونسكو على اتخاذ خطوات جريئة جديدة للمضي قدماً في دفع مسار التنمية العادلة وتحقيق السلام العالمي تشمل دعم مشروعات توليد الطاقة الكهربائية بالطاقة الشمسية لخدمة مدارس المناطق الريفية بالبلدان النامية.
وجدير بالذكر أن اتفاقيات المنح التي تم التوقيع عليها اليوم تهدف الى دعم برامج التعليم التقني والتدريب المهني في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية فضلاً عن توصيل خدمات الكهرباء بالطاقة الشمسية إلى 60 مدرسة في المناطق الريفية في أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق آسيا علاوة على تمويل برنامج خاص بتأهيل المعلمين لتحسين مستويات التعليم في مختلف البلدان الأفريقية. ويستخدم المعرض وسيلة التصوير الفوتوغرافي والفيديو لتسليط الضوء على مجموعة مختارة من المشروعات المشتركة بين أوفيد ويونسكو تم تنفيذها في البلدان النامية لتعزيز قطاع التعليم. وتبرز هذه المشروعات أهمية التعليم في دعم مسار التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة، لاسيما في المجتمعات المحرومة. وسيستمر المعرض حتى 6 من فبراير/شباط 2015 في مقر أوفيد في فيينا.
وتكريماً للملك عبد الله -طيب الله ثراه- تضمنت مراسم الاحتفال أداء عازف البيانو الروسي المشهور، سيرجي ماركاروف، الحائز على لقب فنان السلام من منظمة يونسكو، لسيمفونية المسيرة الجنائزية لبتهوفن ومقدمات رحمانينوف.
معلومات عن يونسكو
أُنشئت منظمة يونسكو عام 1945 استجابة للاعتقاد الراسخ من الدول - التي عانت جراء حربين عالميتين في أقل من جيل واحد - أن الاتفاقيات السياسية والاقتصادية ليست كافية لبناء سلام دائم. وأنه يجب وضع السلام على أساس التضامن الأخلاقي والفكري للبشرية. وتسعى منظمة يونسكو جاهدة إلى تحقيق السلام العالمي من خلال نشر التعليم وتعزيز التفاهم بين الثقافات، والسعي إلى التعاون من أجل البشرية وحماية حرية التعبير.
معلومات عن أوفيد
أوفيد هو مؤسسة تمويل إنمائي أسستها الدول الأعضاء في منظمة الأوبك عام 1976 لمساعدة البلدان النامية. ويعمل أوفيد بالتعاون مع شركائه من البلدان النامية والجهات الدولية المانحة لتحفيز النمو الاقتصادي والتخفيف من حدة الفقر في المناطق المحرومة في جميع أنحاء العالم. وبالإضافة إلى برامجه الأساسية للتخفيف من وطأة الفقر في مجال الطاقة. يقدم أوفيد التمويلات اللازمة لدعم القطاعات المهمة الأخرى بما في ذلك مبادرات التعليم. ويرجع تاريخ التعاون بين أوفيد ومنظمة يونسكو إلى عام 1985، حيث قدم أوفيد حتى الآن ما يزيد عن 15 مليون دولار أمريكي على شكل منح لدعم 15 برنامجاً شاملاً في مختلف المناطق النامية.