مساء الخميس ليلة الجمعة الماضية شهدت كافة الطرق والشوارع في كافة أنحاء المملكة العربية السعودية خلواً من حركة السير.. وأقفرت الأسواق التجارية من مرتاديها لأن الملايين من السعوديين والمقيمين سارعوا بالاحتشاد أمام أجهزة التلفاز بانتظار مشاهدة وسماع الأوامر الملكية التي أعلن عنها بحدود الساعة التاسعة والربع مساء. (30) أمراً ملكياً أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود _ وفقه الله _ خلال فترة وجيزة من تسلمه – رعاه الله - سدة الحكم في هذه البلاد المباركة ، أعلن من خلالها ملامح خارطة الطريق لنماء وبناء مستقبل المملكة ، وإسعاد شعبها في كافة قطاعاته .
لقد حفلت القرارات الملكية الخضراء ، بقرارات كانت كلها دون استثناء تصب في مصلحة الوطن والمواطن ، وكأني بها تحمل رسالة من أن هذه البلاد هي محل الأمانة والمسؤولية لدى مليكنا المفدى ، وأن شعب المملكة مازال وسيظل محل الاهتمام والعناية من مقامه الكريم.
لقد كانت تلك القرارات السامية عربون محبة ووفاء من قائد البلاد وملكها سلمان بن عبدالعزيز آل سعود , لهذا الشعب الذي أعلن وعبّر بشتى الوسائل عن مبايعته الصادقة بالسمع والطاعة في المنشط والمكره للمليك المفدى , ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء , ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ، وذلك في تلاحم جميل وتواصل أخاذ ، وارتباط وثيق بين القيادة ومواطنيها.
والمؤمل بحول الله، ثم باستمرار وتواصل جسور المحبة والنسيج المجتمعي المترابط و الغير مستغرب بين هذا الشعب وقيادته في ظل هذه البيعة المباركة لقائد البلاد الملك سلمان بن عبدالعزيز ، أن تشهد بلادنا الغالية في كافة أرجائها مساحات أرحب من النماء والعطاء ، والتلاحم والتعاضد بما لا يسمح أبداً للمتربصين ببلادنا الآمنة المطمئنة من تحقيق مآربهم الدنيئة ، وأن يتحمل كل مواطن منا ومواطنة مسئولياته التي أؤتمن عليها، ويبذل كل عمل مخلص وصادق لقيادته ولوطنه كل حسب مجاله واختصاص عمله.
لقد شمل المليك المفدّى سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- بحنكته الكبيرة , وبمبضعه كخبير إداري واسع التجربة والحكمة والاطلاع من خلال أوامره البلسمية الكثير من الجوانب التي تضمنت الدقة وحسن الاختيار للكفاءات السعودية الشابة والمؤهلة لتتبوأ قيادة وزارات كبرى في الدولة ، وتدير دفة الإمارة في عدة مناطق ، أو في اعتماده لإجراء عدد من التعديلات لهيئات ومجالس سيادية وأمنية واقتصادية، أو في اقراره صرف مبالغ دعم إضافية لمشاريع الكهرباء والماء لمخططات منح الأراضي للمواطنين التي طالها التجميد طيلة عدة عقود دونما أدنى تطوير أو تفعيل للأغراض التي منحت من أجلها، وفي ذلك تحفيز كبير لبناء مشاريع لإسكان اللمواطنين. هذا عدا ما جاء في الأوامر الملكية السامية من زفٍ لبشريات عدة أسعدت كافة مواطني المملكة تمثلت في صرف مرتبين للموظفين والموظفات الحكوميين والعسكريين والمتقاعدين والمتقاعدات والطلاب والطالبات في داخل المملكة وخارجها, وكذلك لمستحقي الضمان الاجتماعي والمعوقين ، والعفو عن سجناء الحق العام, وتقديم إعانات مالية مجزية للأندية الأدبية والرياضية , وغير ذلك من القرارات المبهجة التي فرح بها أبناء وبنات سلمان بن عبدالعزيز .. أيما فرح , في وطن العز والشموخ.
القرارات الـ(30) السخية الشاملة جاءت حافلة في مجملها برسائل جلية , وبصياغة جلية مفادها : أَنْ هيا إلى العمل والبناء والإنجاز بعزم الرجال , وهمة الشباب وروح التوثب والنشاط بعيداَ عن بيروقراطية اللجان وتعددها , والأداء المترهل لعدد من الجهات التي لا تكاد تفرز إلا قرارات غير نافذة, عدا ما يشوب هذه القرارات من بطء في توقيت صدورها , وربما صرفٌ و إنفاق في غير محله.
شكراً لك مليكنا الغالي ( أبو فهد ) , وأسأل الله العلي القدير أن يسدد خطاك ويكون لك معيناً لقيادة هذه البلاد المباركة نحو آفاق جديدة وغدٍ أجمل لتظل ساحة وارفة للأمن والنماء . ونحن بحول الله ماضون بك , ومعك في بيعة حبٍ وولاء وإخلاص إلى مستقبل وضاء ومشرق في تلاحم وثيق لا انفصام له . وعلى درب الخير تحفنا دائماً .. أيادي سلمان بن عبدالعزيز , الوضاءة السخية بالعزة والمجد والسؤدد.