في البداية أعزي الأمتين الإسلامية والعربية في فقْد الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز - غفر الله له -، وأخص بالعزاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية في وفاة هذا الملك العادل, فمشاعر الحزن انتشرت بين الناس ويتبادل الجميع العزاء من بيت إلى آخر، ومن كل شيخ وشاب وشابة وامرأة وطفل أحزنهم غياب رمزهم الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي لم يكن عادياً بكل المقاييس المألوفة، شخصيته - مكانته - أعماله - مساهماته - منجزاته - تبرعاته - كلها تجسّد تفرُّده وندرة مثيله في صنع هذا المجد الذي سيخلده التاريخ على مر العصور.
لقد حقق - رحمه الله - أعلى درجات السمو لهذه البلاد في جميع المجالات من الرخاء والعزة والخيرات، وترك الفقيد الغالي منجزات عظيمة وأعمالاً جليلة لو سجلت بماء الذهب لما كفاها وأوفاها، خدم دينه ثم وطنه ومواطنيه وجعل بلده حديقة مزدهرة بالعمران وبالرخاء والتقدم والازدهار, والمتأمل لإنجازات الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ توليه سدة الحكم عام 1426هـ، يرى الجهود المباركة التي أثمرت منجزات ضخمة منتشرة في جميع المناطق بما تحويه من محافظات ومدن وقرى وهجر، ناهيك عما تحقق للمملكة على المستوى الخارجي والدولي نتاج السياسات السعودية الحكيمة المتزنة والمدروسة تجاه مختلف القضايا الدولية، حتى إنها أسهمت بشكل فاعل في معالجة العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الساحة الدولية، بالإضافة إلى جهوده - يحفظه الله - في خدمة الإسلام والمسلمين التي تنبع من حرصه الكبير وتفانيه في الاستجابة فوراً لمعالجة كل مشكلات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ودعمهم ودعم مشاريعهم التي تسهم في ترسيخ مكانتهم على الصعيد العالمي, وفي نهاية هذا المقال أُبايع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية, وأدعو الله أن يرزقهم سبحانه وتعالى بموفور الصحة والعافية، إنه سميع مجيب.
عبد اللطيف بن عبد الله النعيم - المشرف على متحف النعيم للتراث بمحافظة الأحساء