القاهرة - سجى عارف:
أكد سعود الضبيعي مدير إدارة المعارض في وزارة التعليم أن هناك ثورة كبيرة في مجال الثقافة في المملكة، وهذا يدل على الاهتمام الواسع من حكومة المملكة، إضافة إلى الجامعات والطلاب المبتعثين والكتّاب والروائيين والشعراء، وكلها تطورات حدثت لتصب في النهاية في تطور مشاركة المملكة في هذه المعارض الدولية، وكلما يكون هناك تعدد في كم الإنتاج الفكري والثقافي، كلما كانت المشاركة أقوى وأعمق، وتمكننا من تقديم صورة المثقف السعودي أو الناشر السعودي أو حتى مراكز النشر الموجودة بالجامعات السعودية.
وأوضح الضبيعي في تصريح خاص لـ(الجزيرة) أن وزارة التعليم العالي سابقاً كانت هي الجهة المشرفة على تنظيم معارض الكتاب الدولية في المملكة، ففي كل عام قبل بداية موسم المعارض وتقريباً في حدود أربعة إلى خمسة أشهر نقوم بالإعداد لهذه المعارض، وذلك من خلال جمع كل المعلومات الخاصة بمعارض الكتاب الدولية فيما يتعلق بتواريخ إقامتها وعناوين الجهات المنظمة لها، حيث نقوم بالتنسيق مع الملحقيات الثقافية في العالم في هذا الصدد كما نعمل على طباعة دليل تعريفي عن جميع المعارض الدولية المقامة خلال العام، وأوضح أن المملكة العربية السعودية تشارك سنوياً فيما لا يقل عن 32 معرضاً، وأحياناً تزيد أو تنقص حسب ظروف المعارض، فهناك ما يُقام سنوياً وأخرى تُقام كل سنتين، وفي عام 2015 م كانت استعداداتنا لا تختلف عن الأعوام السابقة، وهذا العام سنشارك في 30 معرضاً، ومن المعروف أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يكون في أجندة المعارض الدولية هو المعرض الأول حسب ترتيب إقامته سنوياً، حيث تبدأ المعارض من شهر يناير حتى شهر ديسمبر، وهو معرض بيروت الدولي للكتاب الذي يُعد آخر معرض دولي يقام في العام، ويتخلل هذا التوقيت معارض أخرى ثابتة في تواريخها وأشهرها حتى لا يحدث تعارض في مواعيد تلك المعارض، ونوه الضبيعي بأن المملكة تشارك في جميع المعارض العربية تقريباً، وفي معارض دول الخليج ودول آسيا على سبيل المثال معرض طوكيو الدولي للكتاب في اليابان ومعرض كوريا والصين وإندونيسيا وماليزيا، إضافة إلى معارض أوروبية على رأسها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب والذي يُعتبر من أكبر المعارض الدولية من حيث الشهرة والمساحة ومن حيث تنوع دور النشر العالمية فيه إضافة إلى مشاركتنا في معرض نيويورك الدولي للكتاب كل عام، هذا فيما يتعلق بالإعداد والمشاركة بشكل سنوي.
وأكد على أن مشاركة المملكة في المعارض الدولية خلال آخر خمس سنوات طرأ عليها تغير كبير من حيث مستوى المشاركات والتجهيز والمشاركين من المثقفين السعوديين وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية حتى على مستوى طريقة المشاركة بين الجهات الحكومية والوزارة والأخيرة لديها موقع إلكتروني يربط الوزارة والجهات الحكومية الراغبة بالمشاركة مع الملحقيات الثقافية، ونحن غالباً لا نستخدم الورق لأن عملية التنسيق بين هذه الجهات الثلاث تكون إلكترونية، ولله الحمد وفقنا لاستمرار العمل كل عام مع تطوير المعارض وفق ظروف كل مشاركة وكل معرض.
وعن الثقافة السعودية يقول الضبيعي إن الثقافة السعودية خطت خطوات قوية مثل مثيلاتها في دول العالم ومن خلال خبرتي في هذا المجال والتي تعدت 20 عاماً لأني مطلع على ما تقدمه الجهات الحكومية والجهات الخاصة ولله الحمد.. وأن في معرض القاهرة الدولي للكتاب الآن تحديداً بالجناح السعودي تجد كماً هائلاً من الزوار والباحثين عن الكتاب السعودي، ولو لم يكن هناك شيء يقدم لما اهتم الزوار بالدخول إلى الجناح السعودي، وهذا مثال لمعارض كثيرة في العالم، وأنا قد حضرت مشاركة المملكة خلال الثماني سنوات الأخيرة في أغلب المعارض المقامة بحكم طبيعة عملي، وأرى تقدماً ملحوظاً كل عام عن الأعوام السابقة، وهذا التطور الذي ألاحظه ليس على مستوى المساحة أو التجهيز، بل الهدف الأساس هو تقديم نتاج فكري وثقافي يليق بسمعة ومكانة المملكة، وهي قلب العالم الإسلامي لوجود الحرمين الشريفين ومستوى التعليم المتطور في السنوات الأخيرة قد أعطى زخماً قوياً للمشاركات السعودية في المعارض الدولية، وأنا متأكد أن المستقبل سوف يكون أفضل وأقوى بالنسبة للمثقفين والعارضين ولنا كسعوديين على اختلاف المجالات، وعن اندثار الكتاب المطبوع وصعود الكتاب الإلكتروني يقول الضبيعي: من خلال مشاهداتي في الخمس سنوات الأخيرة أستطيع القول إن النشر الإلكتروني ليس وليد اليوم، بل هو موجود لكن ما زال الكتاب الورقي يحتفظ بارتباطه الخاص مع الإنسان، فأنا أرى أن هناك تطوراً في نشر الكتاب الإلكتروني، ولكن ما زال الكتاب الورقي يحتفظ برونقه حتى هذه اللحظة بدليل وجوده وبقوة في المعارض الدولية الكبرى التي تحتفظ بالكتاب وتحافظ عليه مثل معرض فرانكفورت الدولي ونيويورك ومعرض القاهرة ومعرض الرياض الدولي للكتاب، فلا نعلم المستقبل ماذا يصنع به أو ماذا تصنع التكنولوجيا من عجائب فلربما يأتي جيل آخر يرفض الكتاب ويعتمد على المضمون الإلكتروني فقط.