الانتقال المنظم للسلطة في المملكة العربية السعودية، كان هادئاً ومدروساً ومنظماً، مما يبرهن على مدى التنظيم والترتيب الذي تتمتع به مؤسسة الحكم في المملكة العربية السعودية. وقطع هذا الانتقال المنظم كل التحليلات والسيناريوهات التي وضعها أرباب السياسة والمحليين السياسيين في العالم أجمع.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ليس غريباً عن مؤسسة الحكم فهو من أعمدة صناعة القرار السياسي في المملكة منذ مدة طويلة. فمنذ ميلاده في 31 ديسمبر 1935م، وهو محل ثقة والده المؤسس، وكان لتعليمه الأول في مدرسة الأمراء في الرياض الأثر الواضح في شخصيته، وبعد ذلك درسته العلوم الدينية والشرعية، وحفظه للقرآن الكريم على يد الشيخ عبد الله خياط، كان له أثر واضح في شخصيته وفلسفته في إدارة كل المؤسسات التي أشرف عليها وأدارها بحكمة وحصافة كبيرة، مما سهل له الطريق ليكون جاهزاً ليعتلي أرفع المناصب وأعلاها.
عمل الملك سلمان لمدة خمسة عقود أميراً للرياض، واستطاع ببصيرة ثاقبة وعزم مستنير تحويل الرياض من مدينة صحراوية بسيطة إلى مصافي المدن العالمية المتقدمة ترتيباً وتنظيماً وتخطيطاً، فبعد النظر الذي يتمتع به قلما تجده في شخص آخر، وهو قريب ومستشار من ملوك السعودية السابقين، مما منحه مزيداً من الخبرة والمعرفة لتكون هذه الخبرة والمعرفة عوناً له لقيادة المملكة العربية السعودية.
تعهد في أول خطاب له بالسير في نهج أسلافه القويم منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز -رحمه الله- حيث قال: «سنظل متمسكين بالنهج القويم، الذي سارت عليه هذه الدولة من تأسيسها ولن نحيد عنه أبداً». بهذه الكلمات بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بداية عهده الميمون بالالتزام بالنهج القويم الذي سارت عليه المملكة منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز -يرحمه الله-.
الملك سلمان بن عبد العزيز محب للعلم والمعرفة وهو ربيب العلماء والمفكرين والمؤرخين، وهو عالم بالأنساب والعائلات. وهناك منجزات كثيرة للملك سلمان يصعب حصرها لكن نشير إلى مفخرة من المفاخر العظيمة التي أسسها وأشرف عليها وهي دارة الملك عبد العزيز وما حققته من إنجازاتها الكبيرة تسجل للملك سلمان فلولا الإشراف الكامل من قبل الملك سلمان على هذه المؤسسة الرائدة التي أصبحت من أبرز المؤسسات التاريخية والعلمية بالعالم أجمع لما تحتويه من كنوز معرفية وثقافية في مختلف المجالات، وهي مفخرة لكل العرب، وبصمات الملك سلمان واضحة على هذه المؤسسة وغيرها من المؤسسات المرموقة في المملكة العربية السعودية.
نتمنى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مزيداً من التقدم والازدهار للمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات.
د. فتحي محمد الدرادكة - جامعة الملك فيصل