ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة المغفور له - بإذن الله - خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله رحمة واسعة - ففي فقده تفقد الأمتان العربية والإسلامية زعيماً عظيماً، أياديه بيضاء على الجميع، ومواقفه المشرفة امتدت إلى القاصي والداني في داخل المملكة وخارجها.
إننا نفقد أباً حانياً، عُرف بحب الخير للجميع، وتوسعة الحرمين الشريفين، وهي أكبر دليل على ذلك، إضافة إلى أعماله الخيرة الأخرى، جعل الله كل ما قدمه في ميزان حسناته.
إن الأمة الإسلامية والعربية بل العالمية فقدت قائداً عظيماً ورجلاً نبيلاً، عمل على جمع كلمة الأمة، ودافع عنها في كل محفل، فحظي بثقة قادة العالم، وعمل على رفع اسم المملكة عالياً حتى أصبحت لاعباً رئيسياً في كل قضايا العالم. إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراق والدنا لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
إن سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - كانت حافلة بالإنجازات التي يصعب تعدادها لكثرتها في هذا المقال؛ وتحتاج إلى صفحات وصفحات، فقد كان المغفور له - بإذن الله - له بصمات واضحة في تنمية الوطن والمواطنين، وقرارات أسهمت في تغيير مسيرة الوطن والعالم العربي والإسلامي. رحم الله خادم الحرمين الشريفين ملك القلوب. كما أن الفقيد نذر نفسه لخدمة الوطن في العديد من الميادين، وسجل إنجازات تاريخية في مسيرته العملية، وعالج الكثير من القضايا الوطنية؛ إذ امتاز - رحمه الله - بحكمته وحنكته في التعامل مع مختلف القضايا، وكان مثالاً للأب الرحيم بتلمس احتياجات شعبه، وينفذها.
كما امتدت أفعاله النبيلة إلى خارج حدود الوطن، من خلال ترؤسه العديد من اللجان الخيرية التي قدمت العون والدعم للعديد من الأشقاء في الوطن العربي والإسلامي.
رحمك الله يا خادم الحرمين؛ لقد وعدت فأوفيت.. رحمك الله أيها الملك الإنسان؛ فقد جعلت جل اهتمامك لخدمة الحرمين وخدمة الإسلام، وامتدت يدك الحانية إلى القريب والبعيد؛ فكل من كان يلتمس الشفاء والدواء ويعجزه الشقاء يتجه إلى الله ثم يشد رحاله إلى الرجل الإنسان، إلى الملك الذي ملك القلوب.. لقد كنت بلسم شفاء ونهر عطاء، وقد كنت صدراً حانياً، فكم من يتيم امتدت يداك إليه، وأحسّ بأنه لم يفقد أباه إلا بعد فقدك.
لقد فقدنا بفقدك أباً حانياً وأخاً عطوفاً وقائداشجاعاً.. فوداعاً يا قائدنا ويا ملكنا.. ويا والدنا.. يا من أفنيت عمرك في خدمة العقيدة الإسلامية.
كما أن مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - خلفاً لفقيد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله - هي استمرار للنهج القويم، الذي سارت عليه هذه الدولة المباركة منذ تأسيسها على يد المؤسس - رحمه الله -.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول: ألا إن العين لتدمع، والقلب ليحزن، وإنا بفراقك يا مليكنا عبدالله لمحزونون. وإننا بقدومك يا مليكنا سلمان مستبشرون، فجعلك الله خير خلف لخير سلف، وأدام الله أمنه وأمانه على أرض الحرمين.
اللهم اشهد أني أبايع الملك سلمان بن عبد العزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، وأبايع الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً للعهد، وأبايع الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معتق بن عبدالرحمن المعتق - مدير أوقاف ومساجد بريدة