يقدم أ. عبد المطلب حمد عثمان في كتابه (قصص من الحياة) عدداً من القصص، قديمة وحديثة، فيها دروس وعبر..
ويقول في مقدمة الكتاب: نروي هذه القصص؛ لعل الغافل ينتبه، ولعل الضال يهتدي، ولعل المطيع يثبت لله على طاعته وتقواه.. إذ نعيش اليوم زمن الفتن الذي تتقلب فيه القلوب، وتتبدل الأحوال..
ومن أعجب القصص هذه القصة التي تؤكد أهمية الإيمان والحرص على حسن الختام.
عن سهل بن سعد الساعدي قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل يقاتل المشركين، وكان من أعظم المسلمين غناء عنهم، فقال «من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا».
فتبعه رجل، فلم يزل على ذلك حتى جرح، فاستعجل الموت فقام بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه، فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم «إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بخواتيمها».
يقول الإمام ابن رجب الحنبلي معلقاً على الحديث، ومبيناً سبب سوء الخاتمة: (وقوله: فيما يبدو للناس)، إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك.
ويوافق ابن رجب الحنبلي الإمام ابن القيم بالسبب نفسه الذي ذكره؛ إذ يقول: «لما كان العمل بآخره وخاتمه لم يصبر هذا العامل على عمله حتى يتم له، بل كان فيه آفة كامنة، ونكتة خُذل بها في آخر عمره، فخانته تلك الآفة في وقت الحاجة».