أجزم أن ما كان يُضحكنا على سبيل النكتة قبل عشرين عاماً قد لا يُضحك جيل اليوم، وهكذا الحال لنكت عشرين سنة خلت عن زمننا وهكذا دواليك.. ولعل عامل (الزمن) وحدة كفيل بأن يجعلك تبتسم اليوم لنكتة كان قومٌ يقهقهون عند سماعها.
قضية سعيد المولد وحكاية انتقاله من عدمها ذكرتني بنكتة قالها لي صديق خفيف ظل قبل عشرين عاما قهقهنا كثيرا حينها.. واليوم أتبسم فقط عند تذكرها.. أسردها لكم وأسألكم الا (تكشروا) بعد قراءة محتواها.. فقط تبسموا ومسموحين مقدما عن عدم (القهقهة).
يقول صديقي (خفيف الظل) بلهجة الجنوبي الخفيفة الظل: أن أحمقين شديدا (الغيرة) من بعضهما؛ إذ ينافس احدهما الآخر في كل عمل يقوم به منافسه.. وذات يوم دخلا في سباق (قفز المظلي).. فكان أن قفزا من مضاد هوائي في لحظة واحدة.. فما كان من احدهما إلا أن جرفته الرياح سريعا عن صديقه، الذي تعثر في فتح (المظلة) فما كان من الآخر الا أن قطع بآلة حادة مشجب مظلته حتى يسقط (بسرعة) للأرض كي لا يسبقه صاحبه.. مرددا هي تحدي يا عطية. وقبل أن نترحم على الاثنين اللذين قضيا نحبهما احدهما بفعل عطل فني؛ والآخر بحمق تصرفه الذي أودى بحياته.. اقول تذكرت حال (سعيد المولد) وصراع الاهلي والاتحاد فتبسمت ولم (أقهقه).. ليس لقدم أو حداثة عهد (حماقه) هنا أو هناك، ولكن لأن الزمن سيبقى شاهدا على عقليات لا تتقدم مع الزمن بل.. تتراجع للوراء.. سنين وسنين تكشف الفارق بين يُنعم عليه المولى - جلت قدرته - في الاستفادة من دروس الماضي وبين من لا تعلمه صروف الليالي والأيام. هنا في هذه المساحة قلت قبل (أربعة أشهر) ما أغضب الأهلاويين - بصريح العبارة - سعيد المولد اتحادي.. ليس بالعاطفة أو بالنظرة المحايدة أو بغيرهما من الأسباب التي قد لا تجد نفعاً في تحليل أبعاد واضحة المعالم لقضية يغلفها (الغموض). واليوم اقول (للجانب الأقوى) الاتحاد؛ بصوت العقل.. (حققوا لسعيد رغبته في البقاء اهلاوياً) دون المضي في (تدمير) موهبته.. وأخاطب الاتحاديين هنا لأن العقل والمنطق يطلبان تحقيق مقتضاهما فقط إذا ما استفادوا من دروس الماضي التي تحكي روايات انتقال (عبيد الدوسري من الوحدة للنصر وخميس العويران من الهلال للاتحاد.. وغيرهما كثر.. صحيح ان هناك (تشبيه مع الفارق) لكن المحتوى يكاد يكون واحدا إذا ما رجعنا للماضي، ذات الماضي الذي حرم النصر من خدمات الهريفي لثلاثة أعوام بعد ان تراجع ناديه عن العقوبة (الداخلية) بينما وقفت لوائح الاحتراف حينها في استمرار موهبة قضى عليها (حمق) اطراف لم تحسب حساب (هي.. تحدي يا عطية).
اتحاد عيد.. نجوت من 5 فبراير..
انتظر شهر مارس
غير بعيد عن (حكاية.. عطية) تبرز قضية (اتحاد عيد.. وسحب الثقة منه) والحقيقة أن اتحاد عيد وعبر مشروعية اتحاده ذاته سيواجه مصير (الارتطام) إن لم يكن مصير السقوط الحر.. سواء تجاوز موعد (المحاسبة) الذي صادف يوم أمس الخميس الخامس من فبراير والذي نجت مظلته من مقصلة الجمعية العمومية التي باتت بذات اللوائح (حتمية) عبر جلسة شهر الحسم (مارس) القادم.
كان بودّي وحفظا على تاريخ (احمد عيد) الرياضي العتيق وليس تاريخه في قيادة دفة اتحاد (فشل بامتياز) في الخروج بما يشفع له بكمال مدته القانونية.. كنت آمل من احمد عيد ان تقدم (بشجاعة) في إنهاء جدل (استمرارية اتحاده) ورحل عبر استقالة؛ استقالة شجعان كانت ستحفظ بجانب تاريخه الشخصي؛ تحفظ مزيداً من الأوجاع التي ستتحملها كرة القدم السعودية فيما لن ينجو احمد عيد واتحاده.. من حماقة.. صاحبنا.. عطية.
نور.. تاريخ أكبر من مسيري الاتحاد
دائما ما اشيد بمحمد نور وموهبته وانسانيته، وكثيرا جدا ما اقول وبقناعة شديدة ان نور (أسطورة استثنائية) ولم يمر على تاريخ الاتحاد لاعب بمستواه وعقليته وحبه للكيان.
ودائما ايضا أشدد ان الاتحاد يمضي في طريق (المجهول) وسط عشوائية (مسيريه) الذين أضحوا قدر الاتحاد وهمه الذي لم ولن ينزاح حتى يجتمع آل (البيت) فيطردوا التدميريين عن ناديهم.
محزن أن يختم نورمسيرة (18 بطولة) وتاريخ تليد لم ولن يسبقه غيره خدمة وانتماء لهذا الكيان الثمانيني الذي انهكته صحافة المصالح وتدمير التدميريين وغياب أهل الحل والربط عن كبح جماح ذوي المصالح الشخصية ممن امتطوا صهوة جواد العميد فحولوها قسرا الى صهوة عيس يقتلهافي الصحراء الظمأ والماء فوق ظهورها محمولُ.
تستاهل.. أستراليا
قلت هنا يوم التاسع من يناير المنصرم.. (الكنغر الأسترالي وعرش آسيا).. واليوم نبارك للأستراليين العرش الذي كانت جميع المؤشرات تشير إلى اعتلائه.
نعم؛ فازت استراليا بذهب القارة وهي العضو الجديد غير المرحب به في آسيا.. حين فرض قصرا على القارة ليضمن تواجده في بطولات كأس العالم.. ولا نلوم الاستراليين الذين وجدوا ضالتهم في القارة التعيسة (كرويا) بل نلوم اتحادنا القاري والاتحادات المحلية التي لم ولن تستفيد أبدا من مناجم النجوم التي تئد موهبتها بغباء تسيير خططها التي أوجدت في العام 2011 نافذة للأستراليين ليروا العالم كرويا يعيون آسيوية غائرة بل غاطة في سبات عظيم..!!
خُذ عِلْم:
- مستوى المنتخب السعودي الفاضح في استراليا لا يمكن ربطه في (بقشة) الاخفاق العربي الجماعي.. فخيبة منتخبات العرب في آسيا (السبت والحد) وخيبة منتخبنا ما وردتش على حد.
- تعاقدات الاهلي الممتازة اوزفالدو، برونو سيزار.. كان ينقصها انضمام الكسار او الرويلي عن حراسة الاهلي التي تعد بلا حراسة.
في الصميم:
وَرُبّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفْسَهُ
وَهادٍ إلَيهِ الجيشَ أهدى وما هَدى.
وَمُستَكْبِرٍ لم يَعرِفِ الله ساعَةً
رَأى سَيْفَهُ في كَفّهِ فتَشَهّدَا.