الجزيرة - وهيب الوهيبي:
من بين 17 جهة محلية ودولية مشاركة في المهرجان السعودي للعلوم والإبداع، كانت مشاركات واحة جدة للعلوم الترفيهية، ومهرجان أدنبرة الدولي، ومنطقة المسرح المفتوح ضمن أبرز الفعاليات التي جذبت انتباه زوار مهرجان العلوم، عبر ورشها التفاعلية وعروضها المثيرة التي جمعت بين التعليم والترفيه، وتقديم المعلومات العلمية بطريقة شيقة ومثيرة للتفكير.
ديناصور يتحرك
يعد عالم الحيوانات بشكل عام من أكثر العلوم إثارة، ويعتبر عالم الديناصورات من أكثرها جدلاً فيما يتعلق بوجوده من عدمه، هذا الجدل وجد إجابته العلمية في مهرجان العلوم عبر جناح واحة جدة للعلوم والترفيه، حيث يركز الجناح على حقيقة معنى التعليم بالترفيه، من خلال دمج العلوم الحقيقية المتعلقة بعالم الديناصورات مع الترفيه، من خلال وجود مجسمات متحركة شبه حقيقية، تصور شكل وحجم الديناصور الحقيقي قبل 65 مليون سنة، الذي اكتشفه العلماء عبر السنين في عدة طبقات تحت الأرض.
وأوضح مشرف جناح واحة علوم جدة حسين يحيى، أن الجناح شهد تفاعلاً من زوار المهرجان الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية مع الديناصورات، وتحدث عن أكثر الأسئلة التي ترد على ألسنة زوار الجناح، ومنها حقيقة الأسماء التي أطلقت على الديناصورات، ولماذا اكتشفت؟ وهل هي في الواقع كانت في نفس شكل المجسم الموجود الآن؟
وبيّن مشرف الجناح أن أسماء الديناصورات تم اختيارها حسب مكان اكتشافها، وفي أي قارة، حيث اجتهد العلماء لإثبات حقيقة الديناصورات من عدمها، وأكدوا أنها كانت موجودة بالفعل وبنفس الشكل الحالي للمجسمات، موضحا أن الديناصور المعروض هو ديناصور اكتشف في قارة أفريقيا.
ويرجع العلماء السبب في انقراض الديناصورات إلى سقوط النيازك التي نتج عنها غازات سامة، والبراكين التي أبادت جميع من في الأرض في تلك الحقبة، وتسببت منذ ذلك الحين وحتى الآن في وجود سبع قارات منتشرة في الكرة الأرضية، ولكن الغريب في الأمر هو استمرار سلالة الديناصورات حتى وقتنا الحالي، متمثلة في التمساح بسبب صعوبة نزول الإشعاعات البركانية داخل أعماق البحر.
ويقدم جناح جدة للعلوم الترفيهية معلومات مثبتة وحقيقية، جمعها باحثون وعلماء في هذا المجال، مثل أوزان الديناصورات وأسمائها العلمية، ومكان اكتشافها.
المسرح المفتوح
لا يمكن لزوار المهرجان تفقد فعالياته وأنشطته، دون أن يلفت انتباههم الصوت الحماسي المتصاعد من المسرح المفتوح، نتيجة تفاعلهم مع ما يعرض على خشبة المسرح، وهو ما يدفع الزوار إلى الحرص على التوجه إلى المسرح المفتوح، والمعروفة في أروقة المهرجان بأنها الركن الأكثر إثارة وتحدياً وزيارة.
المسرح تابع لمشروع الملك عبدالله -يرحمه الله- لتطوير التعليم وتنفذه شركة تطوير بالتعاون مع وزارة التعليم، ويقدم فقرات ترفيهية، تثير فضول الطلاب العلمي، ما يقودهم إلى المكوث حتى الحصول على المعلومة التي تقدم بطريقة شيقة ومثيرة، تجعلها تتهادى إلى أذهان الأطفال، دون الشعور بملل.
ومن خلال المسرح يستمتع الطلاب الصغار بالتعرف على النظريات والتجارب العلمية، بطريقة شيقة يقدمها شباب سعودي، وتتضمن فوائد علمية وتطبيقات عملية، مرتبطة بالحياة اليومية للطلاب والزوار، وتمس مجالات عدة مثل الفيزياء والكيمياء وعالم الفضاء والطيران، والهندسة والاتصالات.
ومن خلال التجارب العلمية، يخرج الطالب بشرارة تثير اهتمامه في جانب من جوانب العلوم، حيث يسعى المركز إلى بناء جيل معرفي، يستثمر المعرفة، ولا يعتمد على التلقي فقط، عبر تطبيق أكبر عدد من التجارب العلمية المثيرة، التي تقدم لزوار المهرجان من الأطفال الصغار على فترتين صباحية ومسائية، لتصل إلى أكبر عدد ممكن.
كما يقدم فريق النمور عروض الخفة، التي تثير حماسة الأطفال والزوار يومياً، ليصبح المسرح المفتوح، أحد أكثر المعارض إثارة وجاذبية لزوار ورواد المهرجان، خاصة من رجال الغد.
الشفرة الوراثية
وضمن فعاليات إبهار العلوم، شهد المهرجان مشاركة مهرجان أدنبرة الدولي للعلوم بثلاث ورش عمل، واحدة في مجال الحمض النووي، وواحدة في مجال أبحاث الدم، والثالثة في مجال الطاقة.
وتقدم ورشة عمل «كشف الحمض النووي» مفهوم الحمض النووي والشفرة الوراثية الموجود في كل خلية بطريقة تفاعلية، باستخدام المواد والعينات الحقيقية للتعرف على هوية الأشخاص، فيما يتم خلال ورشة عمل «مختبر الدم» زيارة معمل الدم للتعرف على علم تشخيص الأمراض، وأجزاء الجسم المهمة في الدورة الدموية.
أما في مجال الطاقة، فتقدم «أدنبرة» فعالية للتحدي الذاتي تحت عنوان «تحدي التبريد الفائق»، حيث يستطيع الزوار من خلال هذه الورشة، تصميم المنزل الأكثر حفاظاً على البيئة والطاقة، وتحديد الخيارات المناسبة لتصميم منزل الأحلام الصديق للبيئة، في إطار من المنافسة البناءة.
جدير بالذكر أن مهرجان أدنبرة الدولي للعلوم، انطلق عام 1989 كمبادرة تعليمية خيرية جمهورية أيرلندا، تقوم بتشجيع الأفراد من الأعمار والفئات والخلفيات كافة، على اكتشاف الأسرار العلمية للعالم المحيط بهم، ويعد واحداً من أكبر مهرجانات العلوم في أوروبا.