صالح بن عبدالكريم المرزوقي
بداية يجب أن أقول إنني لست متابعاً جيداً لما يكتب في الصحافة الرياضية، حيث إن متابعتي لا تتجاوز المرور السريع على بعض العناوين دون الاطلاع على تفاصيلها إلا إذا كان هناك ما يلفت الانتباه وهذا ما حدث من خلال مقال الكاتب في جريدة الرياضية (عدنان جستنيه) الذي نُشر في يوم الثلاثاء 20-1-2015م.
والذي قلب فيه ظهر المجن لرفقاء الدرب من كان يتمترس معهم في خندق واحد على مدى أكثر من عقد لمناكفة نادي (الهلال) من خلال التشكيك في إنجازاته وألقابه ونجومه.
ويبدو أن ما خطه قلم الأخ عدنان بمثابة انقلاب على مبادئ وأهداف ذلك (الحلف) وهو بدون شك من الرموز المؤثرة وركن رئيس من أركان تلك الجبهة التي تشكلت وانضوت تحت راية (حاربوا الهلال).
والحقيقة وإن كنت قد قسوت على الأخ عدنان في موضوع سابق إلا انني أشيد بما أقدم عليه اليوم من خلال موضوعه الذي أرى فيه شجاعة وجرأة حتى وإن جاء متأخراً لأن الرجوع إلى الحق فضيلة.. وبدون شك فما ذكره الأخ عدنان يعتبر ضربة موجعة لتلك الفئة المأزومة لأنه جاء من داخل المنظومة. فما ورد في ثنايا الموضوع يعري ويكشف خبايا ما يدور في كواليس ودهاليز تلك الجبهة ممن كانوا سببا في توتير الشارع الرياضي ومازالوا بتشجيع وتلميع من قبل من يسيطرون على بعض البرامج الرياضية ممن أتاحوا لهم الفرصة بسبب العلاقات الشخصية أو المناطقية وهم في حقيقة الأمر لا يملكون الأدوات التي تساعدهم في الطرح الرزين والهادف فليس لديهم سوى التكرار واجترار أحاديثهم التي لا تختلف عما يطرحه بعض المشجعين المتعصبين.
أعود لموضوع الأخ عدنان والذي يبدو أنه قد (جاب العيد) لاقتطع بعضاً مما ورد فيه على طريقة (وشهد شاهد من أهلها). يقول الكاتب في ثنايا موضوعه:
- كوبري وليد عبدالله أشبه بكوبري آراء نصراوية كانت وما تزال تلعب على وتر منتخب الهلال صدقناها في فترة سابقة من منظور شواهد لها علاقة بلجان ولاعبين من أندية كانوا أجدر بارتداء شعار الأخضر كوّنت عندنا شكوكاً حول تدخلات حسب زعمهم - يقصد النصراويين طبعاً - ثم يضيف قائلاً:
- مللنا من هذه النغمة والاسطوانة النصراوية المشروخة فهناك من صدقها وبات يروج لها، ولكم أن تتصوروا لو أن المنتخب كانت تشكيلته الأساسية تجهيز لاعبيه للدوري وان هناك من يعبث بالكرة السعودية وأنديتها لمصلحة الهلال.
- ثم يسترسل الكاتب بحديث الصراحة والمكاشفة والذي يبدو أنه بداية انشقاق مع فضح لتلك الممارسات التي تحاك من قِبل تلك الجبهة ليقول: الملاحظ أمامي توجه نصراوي ممثل في إعلامه وبعض المحسوبين على نادي النصر لـ(غسل) عقول الناس بمعلومات غير صحيحة تأخذ إطار الشائعات لتصدق وتصبح حقائق مسلّم بها ولتكن أداة ضغط قوية لتحقيق أهداف تخدم مصلحة النصر أولاً وأخيراً.
انتهى حديث الأخ عدنان والذي يبدو أنه جاء في لحظة تجل وصفاء نفسي مما دعاه لإظهار تلك الحقيقة المغيّبة عن البعض من البسطاء ممن اختطفوا من قبل تلك الفئة علماً انه لم يأت بجديد فأكثر المحايدين والغيورين على رياضة البلد يدركون هذه الحقيقة ولكن أهميتها تكمن أنها جاءت من الداخل ومن أحد أركان ذلك المعسكر، وعموماً أهل مكة أدرى بشعابها.
أخيراً لن أعلق على الموضوع فهو لا يحتاج إلى تعليق، وإن كنت أتمنى أن تطال عودة الوعي البعض من مسيري تلك البرامج الرياضية ومسوقيها والتي أصبحت أضحوكة للكثير من المتابعين في الدول المجاورة، وهذا ما ظهر جليا إبان دورة الخليج من قِبل بعض المنتمين للإعلام الرياضي الخليجي ممن تندروا على بعض برامجنا الرياضية وما يحدث فيها من عراك وصراع وجدل بيزنطي لا طائل من ورائه سوى إذكاء روح التعصب وزيادة الاحتقان، والمصيبة أن ذلك يحدث بثمن مقبوض.
وقفة:
يا أصحابنا العقال ويش الحاصل
اليوم كل صار يشمت فينا
بعض البرامج عكها متواصل
دلوين واحد ماء والآخر طينا
والله يا لولا البعد ونطلع فاصل
ان تشهدون مشابك الايدينا