الملك سلمان بن عبد العزيز، ابن موحد هذه البلاد الكريمة وباني مجدها ومرسي دعائم نهضتها ورقيها وتقدمها.. هذا الرجل الذي نشأ نشأة العلماء، وتربى تربية الفرسان وكسب أخلاق الرجال والأفذاذ؛ فقد درسَ في مدرسة الأمراء في الرياض، وكان مديرها الذي اختاره الملك عبد العزيز - رحمه الله - هو الشيخ عبد الله خياط - رحمه الله - الذي أصبح إماماً للحرم، وهو من خيرة علماء هذه البلاد والمربين فيها، والملك سلمان ومثله كان الأمير نايف يُعبران عن حبهما وتقديرهما للشيخ عبد الله خياط ويزورانه إذا ذهبا إلى مكة.
إنَّ الملك سلمان واحد من علماء التاريخ في بلادنا، فهو - حفظه الله - قارئ متميز يثني على الجميل مما يقرأ وينقد ما يرى فيه ملاحظة نقد العلماء والفقهاء مؤيداً بالدليل والبرهان؛ وكم استفاد منه الباحثون وسعد بنقده القراء والكتّاب في الصحف وغيرها.. ويتولى الملك سلمان اليوم زمام القيادة في المملكة العربية السعودية بعد رجال كرام هم إخوته سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله، حيث ساروا على نهج والدهم وأكملوا المسيرة لبناء هذه البلاد ورقيها، أما سلمان فقد كان أميراً مثقفاً حازماً ذكياً استطاع أن يكسب حب كل من عرفه وقابله من صغير أو كبير؛ كان ذلك وهو أمير للرياض عاصمة البلاد ومركز بنائها؛ واليوم يتولى ملك البلاد مستفيداً من رصيد خبرته ومكنوز علمه وفقهه.
نسأل الله الكريم أن يجعل عهده عهد خير ونماء وسلام وتطور لهذه البلاد وأهلها، وهذه مشاعر متواضعة أملاها الحب والوفاء؛ فقد شرفت بلقائه مرتين في إمارة الرياض وقبوله لبعض مؤلفاتي واطلاعه عليها وسررت بما سمعته منه، وما رأيته من شخصية قيادية نادرة - حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية -:
فينا ولاة بنوا للعز مملكة
بشرعة الله قد سادوا وما لانوا
في دولة الخير قد شيدت مكارمه
وفي مآثره بِرٌ وإحسان
فخر البلاد جواد عزَّ جانبه
وصرح أمجادنا أعلاه سلمان
في الفكر موسوعة في العلم نابغة
هذي مناقبه للفضل عنوان
لاهم هيأ له نوراً يلازمه
فإنه رافع للحق صَوَّان
عبدالعزيز بن صالح العسكر - عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية