على روح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -
عَظُمَ المُصابُ فَهَزَّ عُمْقَ جَنَانِي(1)
وأحاطني بلواعج(2) الأحزان
حتى لقد فُطِرتْ(3) جميع جوانحي(4)
وغدا فُؤادي مُسرع الخفقانِ(5)
ورأيتُ من حولي تَهِلُّ عُيُونُهُمْ
بسخِين(6) دمعٍ فائضٍ هتَّانِ
لِم لا!! وهذا - خادم الحرمين - قد
وافاهُ أمرُ الواحِدِ الدَّيانِ
إذ صار - عبدالله - مرتحلاً إلى
مولاهُ ذي الإِنْعَامِ والإِحْسَانِ
فَفَطِنْتُ(7) سَاَعَتَها بأنْ لا خَالِداً
إلا المُهيْمنُ فاطِرُ الأكوانِ
وبأنَّ آجَالَ الخلائِقِ كُلَّها
موْقُوتةٌ بمشيئةِ الرحمنِ
فَغَدَوْتُ حِيَن ذَكَرْتَ ذَاكَ مُرَجِّعاً(8)
أدعُو له بالعفوِ والغفرانِ
حتى يكُون لدى الإلهِ مُعزَّزاً
مُستقبلاً بالحُورِ والوِلدانِ
فهو المليكُ أخُو العدالة من له
في صُنعِ خَيْرِ المكرُماتِ يَدَانِ
وهُو الذي في الشَّعبِ حَكَّمَ مَا قَضَى
رَبُّ الوَرَى في مُحكمِ القرآنِ
وهو الذي للشعب كان مُكرِّماً
أحياه في أمن وفيضِ أمانِ
كم كان عمَّاراً بُيُوت الله في
دأب(9) بقلبٍ عامر الإيمان
إذ وسع الحرمين توسعة تفي(10)
زمر الحجيج لمقبل الأزمان
كم كان للتعليم خير مشجعٍ
فبنى له ما احتاج من بنيان
وأقام عُليا الجامعات ليغتذي
شباننا بالعلم والعرفان
كم كان للمستشفيات مقدماً
ما تبتغيه لصحة الأبدان
إذ حاربت تلك المشافي سقمهم
يا فوزه إذ كان أخلص بانِ
كم كان عون المسلمين وذُخرهُمْ
في سائر الأقطارِ والبلدانِ
فأمدَّهُمْ بجميع ما مِنْ شأنِهِ
يحيون في رغدٍ وفي اطمئنانِ
ولكم تفانى في صنيع فضائلٍ
في السِرِّ قام بها وفي الإعلانِ
فهو المُحِبُّ لكلِّ فعلٍ نافعٍ
للنَّاس من أهلٍ ومن جيرانِ
هو ذا المليكُ اليَعرُبيُّ وإنَّهُ
صَدِقُ(11) اللسان وطاهر الوجدانِ
فلهُ دُعَاءُ المسلمينَ لَعَلَّهُ
يَلَقى النَّعِيم بِجَنَّةِ الرِّضوانِ
ولأنْتُمُو يا أيُّها الشَّعْبُ الذَّي
لِفِراقِهِ عِشْتُمْ مَعَ الأشجَانِ
كُونُوا على ثقةٍ بأنَّ إلهكُمْ
خيْرُ المُعوِّضِ بالِغَ الخُسْرانِ
فَلَقد أتى - سلمانُ - يخلُفُهُ وقدْ
حَمَلَ الأَمَانَةَ في عظيم تفانِ
ويُعينُهُ بعد المُهيمِنِ نُخبةٌ
هُمْ من بنيِه ومن بني الإخوان
وهُمُ الأْشَاوِس(12) في البلاد إذا دعا
أمرٌ وهُمْ مِنْ خِيرةِ الفُرسانِ
مِنُهمْ أخُو الرَّأيِ المُسدَّدِ - مُقْرنٌ(13)
مَنْ للِعدالةِ كان خَيْرَ ضَمَانِ
وهُوَ المُعينُ أخَاهُ فيما يقتضي
حُكمُ البِلادِ بِحِنكةٍ ومرانِ
ومحمَّدٌ(14) نجلُ المُوَدَّع - نايفٍ
أنِعْم به مِن قائدٍ إنسانِ
وجميعُهُم أهلٌ لكلِّ مُهِمَّةٍ
إذ إنَّهُمْ حقّاً مِنَ الشُّجعانِ
فلتطْمئِنُّوا يا رِجَالَ بِلادِنَا
ولتَفْخرُوا بِملِيكِنا - سَلْيَمانِ -
***
(1) قلبي. (2) أقسى. (3) تمزّقت. (4) قلبي وكبدي و... (5) الاضطراب. (6) حار. (7) تذكّرت. (8) بقولي «إنا لله وإنا إليه راجعون». (9) استمرار. (10) تتسع. (11) كثير الصدق.
(12) الفرسان الأشداء. (13) الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد. (14) الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد وزير الداخلية.
شعر: سليمان محمد غزال - المدرّس سابقاً بمدارس الرياض للبنين