د.حامد الوردة الشراري
الملك عبدالله -رحمه الله- قاد البلد إلى بر الأمان في أحلك الظروف وحقق الكثير من الإنجازات الداخلية التنموية والخارجية السياسية التي يصعب حصرها، وحمل الفقيد على عاتقه الكثير من الملفات من أهمها؛ محاربة الإرهاب والحوار مع الآخر منذ توليه الحكم؛ فكان واعياً لأهمية مكافحته الإرهاب فكرياً وأمنياً، وإبراز سماحة ديننا الحنيف ووسطيته وتقبله للآخر على المستوى العالمي.
الملك سلمان -حفظه الله، ولي عهد آنذاك- ليس بعيدا عن صناعة القرار وإدارة البلاد، فقد شارك أخاه الراحل تلك المنجزات وعايش معه قضايا وهموم الأمتين العربية والإسلامية، وكان خير سند له في التعاطي مع تلك الملفات الساخنة وتحديات سياسية أخرى تشهدها المنطقة.
الملك سلمان يسير وفق نهج ومبادئ وضعها المؤسس -طيب الله ثراه- وسار عليها خلفه أبناؤه الملوك -رحمهم الله جميعا- ضمن استراتيجية سياسية واقتصادية وتنموية محورها خدمة المواطن، يسنده طاقم يحظى بثقة الشعب ذو كفاءة عالية يجمع بين الخبرة والتقنية والمهنية والإدارة والشباب؛ متمثل في ولي عهده الأمير مقرن مهندس الحكومة الإلكترونية، وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف رجل الأمن القوي وجنرال الحرب على الإرهاب خريج مدرسة نايف.
القضاء على الإرهاب والتطرف الفكري، وإبراز سماحة الإسلام، وتداعيات الربيع العربي، ودعم الاستقرار والسلم العالمي، وتنويع مصادر الدخل الوطني، وتنمية الإنسان السعودي والحفاظ على هويته الوطنية والدينية، والقضاء على الفساد، وتقييم شامل ودقيق للمرحلة السابقة لرسم خريطة المستقبل، هي -بلا شك- أبرز تحديات المرحلة المقبلة.
فتدشين بوابة المستقبل الزاهر ومعالجة تلك التحديات بدأها الملك سلمان من الداخل بحزمة من القرارات الحكيمة والجريئة ذات أبعاد تنموية واجتماعية، جاءت بمجملها تعالج الترهل الإداري وتلملم الشتات وتضارب الصلاحيات من خلال دمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم بوزارة تعليم واحدة وإلغاء العديد من المجالس التنفيذية المساندة والاستعاضة عنها بمجلسين رئيسيين بصلاحيات واسعة وواضحة المهام مرتكزهما أمن الوطن ورفاهية المواطن؛ يرأسهما شابان طموحان مشهود لهما بالكفاءة والتميز، مجلس الشؤون السياسية والأمنية يرأسه الأمير محمد بن نايف، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية يرأسه الأمير محمد بن سلمان، مع تشكيل حكومة جديدة سمتها المزج بين الشباب الكفء وأصحاب التجربة والخبرة لتواكب فكر هذا الجيل الشاب وتعمل على توفير متطلباته وتطلعاته، الذي يصل نسبة تعدادهم من السكان إلى (80%) ممن تقل أعمارهم عن (40)، في عصر ثورة الاتصالات وعالم التواصل الاجتماعي، وفي مرحلة حرجة يعيشها هذا الجيل من تجاذبات سياسية وفكرية وتحديات اقتصادية واجتماعية وثقافية.
قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، صاحب الحنكة السياسية، والكفاءة القيادية والثقافة الواسعة، الحكيمة تنبئ - بكل تأكيد- عن حقبة جديدة تحقق الازدهار والإصلاح وتختزل الزمن لرفعة الوطن، وتتعاطى مع تحديات المرحلة بكل اقتدار وتبحر بسفينة الوطن في طمأنينة صوب المستقبل الواعد بعون الله.