بريدة - تغطية - عبدالرحمن التويجري / تصوير - تركي التويجري:
نظّمت لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بحي الفايزية في مدينة بريدة مؤخراً ندوة وورشة عمل بعنوان (شبابنا وأمن الحي) في فندق الموفنبيك ببريدة, شارك فيها عدد من القطاعات الحكومية والمؤسسات المعنية بالاستشارات الأسرية والقطاعات الأمنية.
وأوضح مدير لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بحي الفايزية الأستاذ محمد بن عبد العزيز الفوزان أن الندوة وورشة العمل تحدثت عن الآثار الأخلاقية والأمنية والاجتماعية، وأثر الفراغ على الشباب, مشيراً إلى أن التوصيات ستتجه نحو التنفيذ عبر برامج تعنى بالشاب في المراحل العمرية والتوجهات الفكرية كافة.
وقد تحدث الدكتور عبدالعزيز المقبل، مشرف وحدة الاستشارات في جمعية أسرة ببريدة والمستشار الأسري، عن الآثار الاجتماعية المترتبة على فراغ الشباب, وقال: أنا أعتقد أنه من الظلم توجيه التهمة إلى الشباب وحدهم؛ لأنهم منتج الأسرة، وهو المنتج المشوّه الذي لم يخرج وفق ضوابط تربوية. أنادي بوجود مؤسسات أبوية تمثل دور الأب والأم، تكون حاضنة، وتربّي الفئات المنحرفة. مؤكداً أن الشاب لا يتلقّى حقه التام من التربية بوجود خندق تقني بينه وبين من يعلمونه؛ ولذلك الشاب يعاني من سوء تغذية تربوية, ومن الطبيعي أن يكون لدينا منتج غير جيد.
وأضاف: متى ما أشبعت الحاجات لدى الشاب سيكون لبنة جيدة مضافة للوطن بشكل عام. وقال ربط التعليم بالتوظيف أنزل من القيمة التربوية, وكل من الشاب والشابة يقرأ من أجل أن يُوظَّف، ويسابق ليحصل على الوظيفة. مشيراً إلى أن المدارس الأهلية تحقق معدلات دراسية من أجل القبول الجامعي, وجاء القياس مفلتراً للواقع الذي نعيشه.
مطالباً بإعادة المضمون التربوي للتعليم؛ لأنه سيحقق المعادلة بتقنين الآثار الاجتماعية المترتبة على فراغ الشباب, مشيراً إلى أن الجمعيات الأسرية ليست لها استدامة, ومتى ما تغيّر الزمن والظروف سيستغنى عنها, وقد تأتي كيانات وجمعيات مختلفة. وقال إن استدامة الجمعيات هي استدامة للفقراء، وهذا غير جيد، ويجب أن نعنى بالفئات المهمّشة ونساعدهم في إعداد وتخطيط حياتهم، وإعادة تأهيلهم للمجتمع.. ويجب أن نخطط لسنوات طويلة؛ للوصول إلى مستوى جيد التحفيز والتدريب والتثقيف.
كما تحدث الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن العيادة، أحد منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة القصيم، عن الآثار الأخلاقية المترتبة على فراغ الشباب, وقال إن الفراغ أنواع (الفراغ الروحي وعدم التدين والفراغ العقلي), وإن الشاب المنحرف يرتكب سلوكاً دون أن يفكر في العواقب. مضيفاً بأن الغياب العاطفي وعدم التفكير في المستقبل يسببان مشكلة، وبعد تجاوز الشاب مرحلة المراهقة يبحث عن القليل من الوظيفة؛ وبالتالي سيعاني، وتحدث مشكلة أكبر.
وأضاف بأن الفراغ المقلق من يصنعه هو البيت ومحاضن التعليم, وأن الشباب في مرحلة القوة يصاحبه الغفلة وقلة الإدراك بعواقب الأمور؛ وبالتالي يقع في الخطأ. مشيراً إلى أن الرادع الديني هو أقوى الدروع نحو الوقوع في المشكلة وحدوث الفراغ، ومن ثم الوقوع في الجريمة.
فيما أشار المقدّم مشعل بن حمود العتيبي مدير شرطة بريدة الشرقي إلى أن الآثار الأمنية المترتبة على فراغ الشباب هي وجود السلوكيات المنحرفة، وعدم الاهتمام بالأنظمة، والتعدي على حقوق الغير.. لذا هناك ضرورة لوضع حد لهذه التصرفات الخارجة عن الأنظمة والأعراف الاجتماعية, مؤكداً أهمية تفعيل الجهات التربوية والاجتماعية تجاهها.