مهدي العبار العنزي
الإعلام المعادي غفل عن خطورته كثيرا من أهل العلم وأهل السلطة وأهل العقد والحل وكذلك المثقفين ورجال الإعلام وهذه الغفلة كان من نتائجها ماتمر به كثير من البلدان العربية من فتن واقتتال وسلب ونهب وإزهاق لأرواح بريئة؟ هذه الهجمة الشرسة من الإعلام المعادي لم يجد من يتصدى له بصورة واضحة وجلية من الجميع وحتى من يدعون أنهم يتصدون بكل قوة فإنها مجرد محاولات تفتقر إلى وسائل الإقناع والحجة الدامغة بمكانة هذه الأمة وتاريخها وأسلافها واكتفى إعلامنا المرئي والمسموع وحتى المقروء بالاعتماد على وكالات الأنباء في بث الأخبار والصور رغم بشاعتها؟، أليس من واجب الإعلام أن يبين أن هذه الصور للتدمير والقتل هي الشر الذي أمرنا ديننا الحنيف بالتخلص منه ودحره.
وأن هذه الأحداث التي تبث مخالفة بل منافية للأمن والاستقرار والعيش الكريم الذي تسعى كل دول العالم إلى ترسيخه إلا من يمارسون الجهل القاتل والهوى المضل والعاطفة العمياء أعداء الإنسانية الذين لم يدركوا أن المستفيد الأول هم أعداء الإسلام؟ إننا بحاجه ماسة إلى أن يكون خطابنا الإعلامي يتحدث عن أخطار الفتن ومن يمارسونها تحت أي ذريعة وبحاجة إلى من لديه القدرة بالدعوة إلى توحيد الكلمة واجتماع القلوب والصفوف والأفكار ونبذ كل ما من شأنه النيل من شبابنا وقبل ذلك ديننا ووطننا. لأن مجتمعنا ولله الحمد مجتمع متماسك متحاب لن يقبل أن ينجرف أبناء هذا الوطن إلى مواطن الخلل والانحدار في أودية العواقب الوخيمة التي تنجم عن تأثرهم المباشر بمن يزين لهم الباطل من القول والفعل على أنه حق؟ إن مجتمعنا يريد التقدم والرقي والسير في دروب العلا لابد أن يفيق من غفلته وعلى مختلف المستويات ويساهم علماؤه ومن خلال إعلامه بكل وضوح أن من أهم مقومات المجتمع هو الالتفاف حول القيادة والعلماء الحقيقين وعلينا معرفة أن التقليل من مكانة ولاة الأمر والعلماء ضياع للأمن والشرع، إن الواجب يحتم علينا عدم إتاحة الفرص لمن يتربصون بشباب الوطن وتسميم أفكارهم وحتى لا يصبحون معاول هدم ضد وطنهم الذي يتأمل منهم حمايته وخدمته.