لا يمكن لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقر، أو يدعم، أو يتعاطف مع التنظيم الإرهابي المسمى (داعش) بينما كل أعمال وتصرفات ومخططات وسلوكيات أتباعه، تصب في مسار مضاد لسماحة الإسلام وآدابه وتعاليمه، وتخالف منهجه في اللين، ودعوته للوسطية، ونهيه عن الأخذ بالغلو، وتحذيره من الميل للتطرف المقيت، وحضه لأتباعه على التراحم والتواد والتعاطف كما ورد في الأثر « ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى « في هذا التنظيم كنا نرى قطع الرؤوس للمخالفين، إلى قذف الناس أحياء من على أسطح المنازل، حتى وصل الأمر بنا إلى أن نرى مسلما يُحرق بالنار في مشهد بشع لم أر في حياتي أبشع منه، والذين يقارنون بين ماحدث للطيار الأردني، وإخوتنا المسلمين في بلدان أخرى كما في أواسط أفريقيا أو غيرها، فليس في الأمر أدنى مقارنة، لأن حرق الطيار المسلم تم بيد مسلمين، بينما حرق المسلمين هناك، تم بيد أناس لا ينتمون للدين الإسلامي الذي يحض أفراده على صيانة حياة الأسرى، فليس في الأمر سواسية بل من الظلم المساواة في هذا، وإن كانت كل أساليب العنف، العنف بكل أشكاله وألوانه ومن أي كائن كان تبقى مرفوضة، فمابالكم أن يكون الحرق لمسلم، بيد من يقولون إنهم مسلمون! والرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم يقول « لا يعذب بالنار إلا رب النار « فأين ادعاءاتهم بأنهم أهل الدين وحماته ومن محبي نبيه وهم يخالفون منهج الدين ومن جاء رحمة للعالمين ؟! كما أن الإسلام يعد مدرسة مُعلّمة في معاملة الأسرى، فهو ينهى أتباعه في القتال عن قتل الأطفال والشيوخ والنساء، ويؤثر عن نبينا الحبيب، أن أوصى أصحابه بحُسن معاملتهم في الحروب فقال: «اسْتَوْصُوا بِالأَسْرَى خَيْرًا « وكان مخيرا في تحديد مصيرهم «المنّ، أو الفداء» وقد ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم منَّ على بعض الأسرى بإطلاقهم، وفادى بعض أسرى بدر بالأموال أو تعليم صحابته شيئا من القراءة ونحوها، فما بالكم حينما يكون الأسير مسلما، فقد اتَّفق الفقهاء على حرمة قَتْلِ مُدبِرِهم وجريحهم، وأنه لا يغنم لهم مال، ولا تُسْبى لهم ذرِّية ومَنْ قُتِلَ منهم غُسِل وكُفِن وصُلِّي عليه، فهل ما حدث للطيار الأردني من الإسلام في شيء؟ لا ورب البيت، ونسأل الله ألا يؤاخذنا بما فعل هؤلاء الإرهابيون به، وأنا إن أعجب، فأعجب من أولئك الذين أبدوا تعاطفا، وسجلوا تبريرات،لما حدث للطيار، والمؤمن كيّس فطن، يجب ألا تجره المزاعم والأباطيل للسير خلف شعارات باسم الدين لهذا التنظيم أولغيره، فوالله لقد أضّروا الإسلام ولم ينفعوه، وشوّهوه، ولم يحسنّوا صورته، لكن الإسلام كدين عظيم، سيبقى عظيما، لأنه جاء كرسالة محبة وسلام ووئام، لكافة البشرية، بقي ماهو مهم وأنا وغيري نشهد بشاعة الإرهاب تطل في صور مرعبة، هو أن نتحد ونرص صفوفنا مع قيادتنا، ونحمي وطننا من خلال المحافظة على أمنه وسلمه وحدوده، فهناك أطماع، ومخططات، وهناك متربصون ومتآمرون، وهناك محرضّون ومؤججون ومثيرون للفتنة يحاولون عبر الطائفية، ومزاعم الإصلاح، ودعاته بمختلف الأنشطة الحقوقية والاجتماعية، ليس همهم إلا خلق فوضى في المجتمع لخدمة أجندتهم، وهي لا تخدم إلا أعداء الوطن؛ فلنكن على قدر التحديات والمسئوليات، لمواجهة ماهو متوقع وغير متوقع، لضمان أمن بلدنا.