فيلادلفيا - عبدالمحسن المطيري:
الكثير من المتابعين والمراقبين من السينمائيين والأكاديميين الفنيين حول العالم ينظرون لجوائز أكاديمية العلوم والفنون»الأوسكار» أنها الأكثر أهمية من الناحية البرستيجية والاعتبارية في صناعة السينما حول العالم، ويجد الكثير من صناع الأفلام أنفسهم في حلم يتحق في حالة ترشحهم للجوائز والتي تصدر كل عام من 6000 عضو لهم اعتباريتهم ومركزيتهم الهامة في صناعة السينما في أمريكا ودول أخرى.
في السنوات الأخيرة بدأت تصدر بعض المقالات والأبحاث والتي تنتقد الأوسكار على اعتبار أعضاءه منحازين في الترشيحات لظروف سياسية وأحياناً اجتماعية تغيبهم من عدالة الرأي الفني المُنصف، لمن يتابع جوائز وترشيحات الأوسكار في السنوات الأخيرة يلاحظ أن الظروف السياسية تتحكم فيها بشكل صريح، الأمر الذي أجده واضحاً جداً مع عدة أمثلة لأفلام تم تجاهلها بسبب ما تحمله من إثارة للجدل والصدام السياسي، مثل فيلم كاثرين بيغلوا «Zero Dark Therty» والذي تصادم مع الأغلبية والمحافظة فتم تجاهل ترشيح المخرجة.
ولا ننسى فيلم «Selma»والذي يحكي فترة حرجة وهامة وحساسة في تاريخ الحقوق المدنية في أمريكا، وتم تجاهل ترشيح المخرجة والطاقم التمثيلي، الأمر الذي جعل الكثير من المراقبين ومنهم الناقدة»ساشا ستون» يعتقدون أن أعضاء الأوسكار يفضلون فيلم لا ينتقد الغالبية منهم، وهو الأمر الذي أجده واضحاً في الترشيحات حيث نجد أن أعضاء الأوسكار لن ولم يرشحوا فيلماً ينتقد بشكل حاد سيطرة الرجال في الصناعة، ولايمكن أن نرى ترشيحاً لفيلم حاد تجاه هوليود، مثال لفيلم ديفيد لينش «Mulholland Drive» والذي سطر فيه المخرج عمقاً فاضحاً يظهر عيوب هوليود بشكل بعيد عن المجاملة والبراجماتية، مما عزز من إبعاده تماماً عن المنافسة لجوائز أفضل فيلم في الأوسكار.