د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
ما نهجه خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- من سياسة رسخت منذ قيام الدولة السعودية -رعاها الله- ومن خلال تكوينها عبر التاريخ وترسيخ قواعدها ووحدتها على يد القائد المظفر الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه. وها نحن نشاهد التاريخ أمامنا متمثلاً في نقل السلطة من خير سلف إلى خير خلف. وإني لأرى ترابط المجتمع، بله الوطن، من خلال وحدة العائلة، وما تم ويتم من انتقال السلطة ليمثل وحدة وترابط أسرة آل سعود. فليكن ذلك أنموذجاً محسوساً وملموسة وممارساً على أرض الواقع للأسرة السعودية عامة، به يترابط المجتمع وترسى قواعد وحدته وتلاحمه، فالأسرة لبنة مهمة من لبنات بناء المجتمع ومن ثم الوطن، فليكن ترابط الأسرة المالكة وتلاحمهم وتراحمهم فيما بينهم وتقديمهم وتوقيرهم للكبير منهم، بغض النظر عن منصبه، مثالاً يجب أن يحتذى.
أما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في رده -حفظه الله- على ما تم مناقشته في البرنامج التلفزيوني (حديث المجالس) عن الدين والسياسة في المملكة العربية السعودية، المذاع عبر محطة المستقلة للدكتور محمد الهاشمي، فيما يتعلق بتكوين الدولة منذ تأسيسها بتضافر وتعاهد الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب -رحمهما الله رحمة واسعة. لقد ذكر خادم الحرمين الملك سلمان -حفظه الله- أن تاريخ المملكة يعود إلى عام 1157 هجري المرتبط بالتعاهد بين الإمامين إلى أن سقطت الدرعية نتيجة لاعتداء خارجي في سنة 1233 للهجرة، ثم قامت الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله -رحمه الله- في عام 1240 إلى عام 1309 للهجرة، نتيجة لخلافات داخلية، وفي عام 1319 عادت الدولة السعودية للمرة الثالثة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه. وفي كل الأحوال يذكر الملك سلمان أنها ارتكزت على أسس من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ودعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب مبنية كذلك على الشريعة المطهرة. ويذكر الملك سلمان أن من يخالف هذه الحقيقة فليأتني بدليل على ذلك.
إن النظرة الشمولية المستشرقة للمستقبل لتحقيق المزيد من الرخاء والفرص لكل مجتهد طموح يتطلع لخدمة وطنه ومواطنيه، مستقبل يتطلع فيه إلى المزيد من التطوير والتقانة في شؤون الصحة والتعليم والخدمة الاجتماعية وفي مجالات الصناعة والزراعة وتنمية الموارد المائية والطاقة والتقنية والنقل والاتصالات، نظرة منطلعة إلى مستقبل زاهر يتحقق فيه التعليم المميز لأبنائنا وبناتنا ومساكن مناسبة لأسرنا والمزيد من فرص العمل في المجالات كافة لمن يتخرج من جامعاتنا، ورجال أمن وجيش يذودون عن وطننا و مكتسباتنا، مستقبل يرسخ فيه الأمن والأمان لكل مواطن ومقيم في وطننا المترامي الأطراف.
المملكة بحمد الله ثم بجهود القيادة الحكيمة حثيثة في تطوير العلم والمبتكرات والإسهام مع الدول المتقدمة في مكافحة الأمراض المستعصية، نتطلع إلى المزيد من مراكز البحث العلمي والأبحاث في مجالات متعددة: الطب والعلوم والطاقة وقضايا المجتمع وأبحاث الأسرة والتربية وذوي الاحتياجات الخاصة والاقتصاد المنزلي.
نريد وطناً يتيح الفرصة لكل فرد فيه.
وهذه الكوكبة المختارة من الأمراء والوزراء والمستشارين ستكون -بحول الله وقدرته- وسيلة للمزيد من العطاء والتطور والتنمية، وخادم الحرمين الملك سلمان، القائد لهؤلاء المسؤولين، عرفناه من سنين حاكماً إدارياً ناجحاً بكل المعايير ومفكراً مبدعاً وموجهاً في نواح كثيرة، ندعو لملكنا ولنائبيه ولكل المسؤولين بالتوفيق لخدمة وطنهم ومواطنيهم، إنه سميع مجيب.