إعداد - فواز أبو نيان:
محمود درويش صدر له العديد من الكتب التي تضمنت بعضاً من سيرته و(في حضرة الغياب) أحد هذه الكتب..
يقول محمود درويش في جزء من الكتاب: هناك عرفت من آثار النكبة المدمرة ما سيدفعك إلى كراهية النصف الثاني من الطفولة، فإن كنزة صوف واحدة منتهية الصلاحية لا تكفي لعقد صداقة مع الشتاء، ستبحث عن الدفء في الرواية وستهرب مما أنت فيه إلى عالم متخيل مكتوب بحبر على ورق، أما الأغاني فلن تسمعها إلا من راديو الجيران وأما الأحلام فلن تجد متسعاً لها في بيت طيني، مبنى على عجل كقن دجاج، يحشر فيه سبعة حالمين، لا أحد منهم ينادي الآخر باسمه منذ صار الاسم رقماً.
الكلام إشارات يابسة تتبادلونها في الضرورات القصوى، كان يغمى عليك من سوء التغذية، فتداوى بزيت السمك.. هبة العالم المتمدن لمن اخرجوا من ديارهم.. تشربه مكرهاً كما تكره الألم على إخفاء صوته في ادعاء الرضا.