الجزيرة - أحمد القرني:
أكَّد الدكتور حسن البشرى ممثل منظمة الصحة العالمية في المملكة أن الوضع فيما يخص حالات الإصابة بفيروس كورونا مؤخراً لا يسبب قلقاً دولياً، وتتم حتى الآن السيطرة عليه فما زال المرض لم يتعد الحدود، خاصة أن الفيروس حتى الآن لم يتمكن من الانتقال من إنسان لإنسان بصورة مستدامة، مضيفاً أنه لم يتم التوصل بعد للقاح مضاد لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط وأن الأبحاث ما زالت جارية في هذا الاتجاه، وأن مصدر الفيروس ما زال لغزاً وإن كانت الجمال تعد أكثر مصدر محتمل للفيروس لكن لا تأكيد حتى اليوم لهذا الأمر، حيث إن الدراسات المعمولة في هذا الصدد والتي أقيمت خلال الفترة الماضية في مرحلة تحليل البيانات ولم تعلن نتائجها بعد. جاء ذلك خلال استضافتة في المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية التابع لوزارة الصحة ضمن فعاليات الحملة التوعوية للتعريف بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ( MERS.COV).
وأبان أنه من المتوقع زيادة حالات الإصابة خلال الشهرين المقبلين (مارس وأبريل) كما لوحظ خلال السنوات الثلاث الماضية حيث تزداد عدد حالات الإصابة خلالهما، فالجهود المبذولة حالياً تهدف للتوعية بالمرض لتأخير ظهور الفيروس في هذين الشهرين، وتقليل عدد الحالات، وعلاج الحالات المصابة قبل حدوث أي مضاعفات تؤدي للوفاة لا سمح الله.
وعن مدى كفاية التدابير الوقائية المبذولة حالياً لتلافي عدوى المستشفيات باعتبار وجود حالات مصابة بين الممارسيين الصحيين نوّه البشرى أن القطاعات الصحية بذلت جهوداً كبيرة من أجل تلافي عدوى المستشفيات أو تقليلها من خلال توفير كافة الإمكانيات للممارسين الصحيين، وتدريبهم وتوعيتهم، لكنها تحتاج لمتابعة ورقابة، بالإضافة لأنها ترتبط بسلوكيات تحتاج إلى وقت للالتزام بها، مشدداً على معاقبة المخطئ في سلوكياته والذي سيكون له أثر في تعديل تلك الممارسات الخاطئة معتبراً ذلك من التحديات التي تواجه مكافحة الفيروس.
وأضاف البشرى أن الجهود حالياً ستوجه لتوعية الأطفال واعتبارهم مدخل لإدخال المعلومات الصحيحة للأسرة، وذلك من خلال إجراء مسابقة على مستوى المناطق بين أطفال المدارس تقوم على فكرة كتابة المشارك لقصة لا تتعدى 200 كلمة عن فيروس كورونا، حيث سيساهم بإذن الله في انتقال المعلومات الصحية الصحيحة عن الفيروس وكيفية الوقاية منه بين شرائح متعددة كالأطفال وأسرهم.
وبيّن الدكتور حسن أن الزيارة التي يقوم بها وفد عالي المستوى من منظمة الصحة العالمية برئاسة مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية خلال هذه الأيام للمملكة والذي تم بدعوة من معالي وزير الصحة وتضم أعضاء من كل التخصصات الطبية جاءت من أجل الاطلاع على الوضع، والتوجيه في حال وجود نقاط ضعف، أو قصور في الجهود المبذولة لمكافحة الفيروس.
وطالب البشرى وسائل الإعلام بالتوعية بالمرض وتغيير المفاهيم الخاطئة حوله، وأضاف أن التوعية تحتاج إلى إستراتيجة للتواصل بمختلف الوسائل تتمكّن من الوصول لجميع الشرائح خاصة سكان المناطق النائية والقرى، وهؤلاء اللذين لا يتحدثون العربية فيما يتعلّق بالوقاية من مصادر المرض المحتملة خاصة مخالطي الحيوانات، وغيرهم ممن لا يمكن الوصول لهم من خلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيره من الوسائل التوعوية، معتبراً ذلك من أهم التحديات التي تواجه مكافحة فيروس كورونا في الوقت الحالي.
الجدير بالذكر أن المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية سيستمر في استضافة نخبة من الأطباء والأخصائيين من كافة القطاعات الصحية خلال الفترة من 26-4-1436هـ وحتى 6-5-1436هـ، عبر الهاتف المجاني للمركز 8002494444 وحساب الوزارة على تويتر @saudimoh للرد على استفسارات المتصلين والإجابة عن أسئلتهم فيما يتعلق بفيروس كورونا.