سامى اليوسف
مواجهات كروية عصيبة وحاسمة خاضها فريق الأهلي في غضون أسبوعين فقط.. نصر ثم هلال في بطولة كأس ولي العهد انتهت بلقب من ذهب.. ثم مواجهة آسيوية أمام قادسية الكويت للتأهل لدوري الأبطال أمام خصم عنيد لا يقل شراسة وفوز صعب وتأهل مستحق بعد شوطين إضافيين.. والآن تحول للاستحقاق المحلي ومواجهة دورية مفصلية أمام الهلال الأسد الجريح.
مواجهات عنوانها «بطولة وتأهل»، ورهانها التركيز والانضباطية المغلفة بالروح القتالية، وضريبتها استنزاف لكل ما هو أهلاوي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. إرهاق وضغط عصبي ونفسي على اللاعبين يتضاعف مع مطالبات جماهيرية لا تتوقف.. وسعي حثيث للمحافظة على مكتسبات مرحلية أبرزها: فريق يفوز ولا يخسر.
كل ما تقدم يحتاج إلى رجال يعشقون التضحية من أجل بلوغ المرام.. شرفيون داعمون لا يتوقف دعمهم، ومدرب يعمل ليل نهار بلا كلل أو ملل وبتركيز عال جداً ، ولاعبون يحرثون الملاعب التي يطؤونها مجيئة وذهاباً بروح قتالية عالية، وأجهزة فنية وطبية وادارية تتفاعل مع كل هذا بعزيمة ونبض قلب رجل واحد.. ويقف خلف الجميع جمهور عنيد لا يكف عن ترديد نشيد الأهلي في حله وترحاله خلف فريقه ونجومه.
كيف انقلب الأهلي على نفسه؟ وكيف غير من جلده؟.. الإجابة تأتي سعياً: بالصبر تحقق التوفيق.. صبر الأهلاويون وهم يعملون بجد، فتوفقوا في تعاقداتهم مع مدرب لعبته «الشوط الثاني»، وتخصصه زرع روح الثقة باللاعبين ورفع مستوى قتاليتهم، بعد أن يدرسهم الانضباطية، ومع محترفين يمثّلون العنوان الحقيقي للصفقات الناجحة.. فهذا السومه السوري، وهذا المقهوي السعودي، وبينهما قائد يعرف أدواره جيداً بعد أن استفاد من أخطاء الماضي اسمه تيسير «الحاسم» .. فالقرب الشرفي والإداري من الفريق، والانضباطية والالتزام إذا حضرت تشكل مع توفيق الله ودعم الجمهور فريقاً ليس من السهولة بمكان قهره أو إيقافه.
هنيئاً لنا بعودة الأهلي من جديد، فالراقي ضلع مهم في كرة القدم السعودية.