جاسر عبد العزيز الجاسر
نجح الرئيس عبد ربه منصور هادي من الخروج من الحصار الذي ضربه حول منزله مليشيات الحوثيين منذ شهر كامل، وقد أفلح الرئيس اليمني في الخروج من منزله برفقة أحد حراسه، وتوجه إلى إحدى الطائرات التي أقلته إلى عدن لينتقل إلى أحد القصور الرئاسية في مكسر خور عدن، وهو ما سيصيب الخطط الإيرانية التي ينفذها الحوثيون في مقتل، إذ كان الإيرانيون يخططون إلى تشكيل مجلس رئاسي يدين لهم بالولاء يحكمون عن طريقه اليمن، ونجاح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الوصول إلى عدن سيعزز الجهود اليمنية الساعية إلى نقل السلطة إلى العاصمة الاقتصادية عدن، وإعلان صنعاء عاصمة محتلة من قبل مليشيات مدعومة من قوى أجنبية.
الذي يعزز هذا التوجه هو إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي في إحدى القصور الرئاسية في عدن، وهو ما يعني استمرار السلطة الرئاسية الشرعية، وأنه قادر على تكليف إحدى الشخصيات اليمنية بتأليف وزارة جديدة بدلاً من الوزارة اليمنية المستقيلة، والتي لا يزال الحوثيون يحتجزون رئيسها الدكتور خالد بحباح في صنعاء هو ووزير خارجيته.
عملية خروج الرئيس عبد ربه منصور هادي من صنعاء ووصوله إلى عدن بسهولة عبر صعوده إلى طائرة رغم احتجاز الحوثيين له، يظهر ركاكة الوضع الأمني للحوثيين الذين لم يستطيعوا الإمساك بأهم ورقة ضغط للتفاوض كانت تحت أيديهم، وأنهم عرضة للاختراق من قبل القوى التي تنافسهم لحكم اليمن.
لا أحد يعرف كيف تمكن الرئيس عبد ربه منصور هادي من الإفلات من قبضة الحوثيين، إلا أن الحادثة تظهر أن الحوثيين غير قادرين على تأمين أوضاعهم، وسوف تشجع خطوة نجاح الرئيس عبد ربه منصور هادي في الإفلات من قبضتهم الأطراف المناوئة لهم على تحقيق اختراقات أخرى في جبهة تحالف الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام، حزب الرئيس علي عبد الله صالح الذي لا يستبعد أن تكون إحدى أجنحته قد ساعدت الرئيس على الخروج من الحصار المضروب حوله، خصوصاً أن الرئيس عبد ربه منصور هادي كان وحتى وقت قريب نائب رئيس الحزب، وأن بعضاً من أجنحة الحزب لم توافق على فصله من الحزب، فضلاً عن أن الحزب بدأ يظهر تباعداً عن الحوثيين ويختلف معهم حول المجلس الرئاسي والمجلس الوطني وغيرهما من خطوات اقتسام السلطة.
هل تكون عملية خروج الرئيس عبد ربه منصور هادي من صنعاء إشارة إلى انتقال السلطة من صنعاء واستقرارها في عدن، التي ستكون عاصمة لليمن بعد سقوط صنعاء محتلة في يد عملاء إيران؟.