في السنوات الأخيرة ساهمت فضائيات كثيرة في تأجيج الطائفية بين المسلمين وياليتها وقفت عند هذا الحد بل وصل أذاها إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفترض منها عدم الخوض في جميع ما يرتبط بصحابة رسول الله لأنه لا يوجد أحد مؤهل في الحديث عنهم ولاسيما أبو بكر وعمر وعثمان، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فأبو بكر نوه عنه القرآن في الآية الكريمة (ثاني اثنين إذ هما في الغار) عندما كان في صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في هجرته وعائشة أم المؤمنين التي تم تنزيهها من سبع سموات في سورة النور آية الإفك وهذه السورة حجه دامغة على من أراد أن يتطاول على أم المؤمنين كذلك عمر بن خطاب عندما قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه (ما سلك عمر طريقاً إلا سلك الشيطان طريقاً آخر) أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم عن عثمان فيما معناه (إلا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة).
أخي الكريم فهل بعد هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية يستطيع أحد أن ينكر صحتها لا أعتقد ذلك وإن وجد فهو محارب لله ورسوله ومكذب لقرآنه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ما نشاهد في الفضائيات المعروفة التي تطعن بصحابة رسول الله من خلال استقطابها لبعض ما يسمون بالعلماء الذين هدفهم نشر الفته بين صفوف الأمة فتمسكهم بآل البيت وادعاؤهم أنهم من أشد المناصرين لهم ليس صحيحاً لو كان كذلك فعائشة رضي الله عنها تعتبر من آل البيت ولكن هدفهم ترسيخ المذهبية وتضليل الشيعة العقلاء الذين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبلوا بالتطاول على صحابة رسول الله ولاسيما الخلفاء الراشدين وعائشة أم المؤمنين واذكر بهذه المناسبة أن أحد أخواني من الشيعة التقيت به وتحدثنا في همومنا الإسلامية وكان من بين حديثة لماذا بعض إخواننا في السنة يتهمون كل الشيعة بأنهم من أشد الناس محاربة لصحابة رسول الله فرديت عليه أوافقكم الرأي بأنه يوجد فئة من السنة تنهج هذه النهج والذي قد يكون من أسبابة التأجيج الطائفي من القنوات الإعلامية ومن الطرفين سنة وشيعة ولم يتوقف حديثي معه عند ذلك بل تطرق إلى دعاء أئمة بعض المساجد عليهم في المنابر فقلت له نعم سمعت ذلك أثناء تأديتي صلاة الجمعة في مساجد مختلفة في المملكة وقال لي أنت تعلم أن رسول صلى الله عليه وسلم يقول أن المسلم ليس بالطعان ولا باللعان فكيف تدعو على أخيك المسلم وأنا أشاطره الرأي بأن هذا لا يتفق مع روح الإسلام وهذا التصرف يدعو للفرقة بين المسلمين والمفترض الدعاء لجميع طوائف المسلمين بأن يهديهم للحق الواجب اتباعه ويبعدهم عن الشر الواجب اجتنابه فرسول الله صلى الله عليه وسلم تعامل مع مواقف لقي منها الإيذاء والأمثله على ذلك كثيره منها رجمه بالحجارة من أهل الطائف حتى سالت الدماء منه ومع ذلك لم يدعُ عليهم وقد وصل الأمر إلى تدخل الوحي من خلال جبريل عليه سلام عندما قال دعني أطبق عليهم الأخشبين فقال لا لعل يأتي من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً. كذلك أيضاً اليهودي جاره الذي كان يضع الأوساخ في طريقه صلى الله عليه وسلم ولما فقدها زاره ليسأل عنه فوجده مريضاً، ونتيجة لهذه الزيارة أسلم.
هذه هي قيم الإسلام التي أسسها نبي هذه الأمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي يجب أن تكون المرتكز الأساسي في حياة المسلمين مع بعضهم البعض آخذين بالاعتبار أن قنوات الفتنه هي أحد معاول الهدم الرئيسية التي تنهش في جسد الأمة العربية لكي تحارب بعضها بعضاً مما يجعلها لقمة سائغة للمستعمر الجديد فلهذا أطالب قادة الأمة العربية والإسلامية اجتثاث جميع القنوات التي تثير الفتنه والطائفية بين المسلمين سواء كانت شيعية أو سنية وأن يكون ميثاق شرف ملزم لجميع القنوات الالتزام به.
ومن بنوده عدم التطاول على صحابة رسول الله وأمهات المؤمنين ومن يتجاوز هذا الميثاق يعرض نفسه للمحاسبة والمساءلة سواء كانت هذه المحطات عن طريق عربسات أو غيرها من الشبكات الفضائية العالمية.
والله من وراء القصد ...