ناصر الصِرامي
ستبقى ثقافة التطرف الظاهرة والمستترة وأعوانها العدو رقم واحد، وما بعده نتائج!
التطرف ضد أي استقرار، أو تنمية أو تفاهم وتعايش أمن، وهو طريق واحد، وممر واحد لتدمير الإنسانية والمدنية، بل تدمير الدول والجغرافيا، مهما يكن مصدره وتبريره.
في السعودية حيث حربها الطويلة والممتدة مع الإرهاب، ها هي تبدأ مجددا من المكان الطبيعي، ألا وهو مكافحة التطرف والتشدد المقيت، مصدر البلاء وأصله.
في سياق المؤتمر العالمي «الإسلام ومحاربة الإرهاب»، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي برعاية ملكية، تستمر الجهود للبحث في الإرهاب، والفصل بينه وبين الإسلام.
حيث اختير موضوع الإرهاب في الوقت الذي تقوم فيه أعمال إرهابية بتشويه كبير لصورة الإسلام أمام العالم. عبر استخدام الدين مظلة للإرهاب بتطرف وتعصب مقيت.
خطاب الرابطة يؤكد أن مواجهة الإرهاب ضرورة شرعية ومطلب إسلامي، وأن الجماعات الإرهابية والداعمين لها، ومن يكفر المجتمع، ويستبيح الدماء المعصومة هم جماعات ضالة لا تسير وفق الإسلام الصحيح أبدا.
مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، حث على تظافر الجهود بين جميع مؤسسات الدولة التعليمية والإعلامية، في مكافحة التطرف وكشف الغطاء عن أربابه، موصيًا خطباء المساجد بضرورة التنبيه والتحذير لخطورة الأمر.
وبين أنه يجب على جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها مواجهة التطرف حيث لابد من بذل الجهود المتظافرة سواءً على الوسط التعليمي أو الوسط الإعلامي، فالتعليمي في الجامعات والمدارس بجميع مراحلها الابتدائي والمتوسط والثانوي، من خلال تثقيف شبابنا وتوعيتهم وإعلامهم بأن هذه الفئة ليس لها بالدين صلة إنما فئة مجرمة ظالمة آثمة ليس لها علاقة بالإسلام جيء بها للإفساد والتضليل، وبالنسبة لوسائل الإعلام عامة والإعلام السعودي خاصة فإن عليها أن توضح هذا الأمر وأن تكشف للناس هذا الغطاء الذي ربما يتعاطف بسببه بعض الناس معهم، لأنهم أعلنوا دولة إسلامية وهي دولة ضالة غير مسلمة.
نحن في مواجهة مستمرة مع الغلو والتطرف مصدر الإرهاب، ومصدر أسلحته البشرية وتمويله وفقهه.
مواجهة يجب أن تستمر بهذا الوعي الواضح انطلاقا من مؤسسات الدولة وأجهزتها، خصوصا وأن الممارسات ظاهرة أمامنا ويمكن رصدها وتجريمها، وتحميل مسئوليتها لكل مساند أو مشارك أو محرض أو ناشر لفكر التطرف وثقافته.
هذا التحذير المهم يأتي من رأس وهرم المؤسسة الدينية في المملكة، وهو من حذر أيضا بشكل واضح من استغلال المنابر والدعوة لأغراض سياسية وحزبية.
تحذيرات المفتي لا تعجب الحركيين والمتطرفين والمتزمتين لذا تعرفهم دوما بسماتهم من خلال التقليل من قيمة المؤسسة الدينية الرسمية ومحاولة تفكيكها ليصبحوا هم مرجع الفوضى ومحراب الخراب.
أعتقد أن تحذيرات المفتي الصريحة ودعوته الواضحة لمحاربة الغلو والتطرف من داخل الأجهزة الرسمية للدولة، يحتاج الآن إلى برنامج عمل أمني وفكري، لرصد القطاعات الحكومية المخترقة من متطرفين وحركيين طالما سهلوا للإرهاب أو برروا له وتعاطفوا معه من قبل ومن بعد..!