د.علي القرني
هناك مواقف لا يمكن أن ننساها في شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز وهي تعكس شخصيته التي تحيط بجوانب عديدة في الحياة الرسمية والحياة الأسرية والحياة الشخصية، ونذكر نحن في مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال عندما
التقينا بسموه عندما كان أميرا للرياض، وكان موعدنا لمدة نصف ساعد عند الساعة العاشرة صباحا، والجميع يعلم دقة مواعيد الملك سلمان يحفظه الله. وبعد مرور دقائق على حديثنا، استأذن سموه - في ذلك الحين - وطلب أن يجري اتصالا بأحد أبنائه حتى يتطمن على سير اختباره، وكنا في ذلك الوقت أثناء مواعيد الاختبارات النهائية.. ودار حديث قصير بينه وبين ابنه حول مادة الاختبار ونحن نستمع إليه يحفظه الله لاحظنا أنه يعرف ما هي المادة التي ناقش فيها أحد أبنائه، وتعرف على أدائه فيها. وبعد أن فرغ من ذلك الاتصال الذي لم يتعد دقيقتين، أخبرنا يحفظه الله أنه تعود أن يتطمن يوميا على سير اختبارات أبنائه أولا بأول..
وبكل صراحة كنا نحن في مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام ننظر إلى بعضنا البعض ونتساءل هل نحن بنفس المستوى الإنساني والرعاية الأسرية التي يمتلكه سلمان بن عبدالعزيز وهو يتابع أسرته الصغيرة بهذا الحب والاهتمام، وهو يحفز ويشجع ويتابع.. وحقيقة الأمر أننا شعرنا بافتخار أن شخصية أمير الرياض سلمان بن عبدالعزيز وهو شخصية قيادية في الدولة يتمتع بهذه الروح الإيجابية التي ترعى أسرته الصغيرة كما هو يعمل دائما على رعاية الأسرة الكبيرة في مجتمعنا السعودي.
وكنا ولا نزال ننظر إلى سلمان بن عبدالعزيز كنموذج وقدوة يجب أن يراها المجتمع السعودي لأهمية أن نزرع مثل هذه القيم لدى الآباء والأمهات في متابعة ورعاية أبنائهم وبناتهم وخاصة في مرحلة الاختبارات النهائية، وقس على ذلك مختلف المراحل العمرية لأبنائنا ومختلف الاهتمامات والموضوعات التي يعيشها أبناؤنا في تطورهم العقلي والجسدي. ويضرب الملك سلمان دائما نموذجا استثنائيا في الشخصية الإنسانية التي يمتلكها، ويجب أن تكون هي قدوة لنا في أن نحذوا حذوه في مثل هذه الاهتمامات الأسرية، لأن الأسرة هي النواة الأولى والدائرة الأولى التي تبنى عليها باقي الدوائر الأخرى للأبناء والبنات..
وهناك أمور صغيرة نتساهل أمامها أو لا نعطيها بالا، ولكن لها تاثيرها المستقبلي الكبير على مسيرة أبنائنا وبناتنا في حياتهم العلمية والعملية. وقد نستصغر مثل هذه الأمور على أبنائنا وبناتنا، ولكن الحقيقة والتجارب أثبتت أن الاستقرار العاطفي والأسري هو صمام أمان لشبابنا وشاباتنا من الابتعاد عن قيمنا الدينية والوطنية لا قدر الله، وكلما كان الشاب قريبا من أسرته سيكون بعيدا عن أشخاص قد يغررون به أو يسحبونه إلى فكر أو سلوكيات خاطئة، ولهذا فإن العلاقات والترابط الأسري هو بمثابة استيعاب لأبنائنا واحتوائهم إلى دفء الأسرة وقيمها ووحدتها.
ليس غريبا على الملك سلمان أن يكون القدوة لأخوته وأخواته وأبنائه وبناته من أفراد مجتمعنا السعوديين فهو دائما صاحب مواقف لاتنسى ورؤى استثنائية حول كل الأحداث والمناسبات والمواقف الرسمية وغير الرسمية، وكل شخصية كان لها شرف الالتقاء بسلمان بن عبدالعزيز لها خبراتها ومواقفها معه يحفظه الله، ونحتاج ربما إلى كتب لتحتويها. وما أشير إليه هنا هو موقف واحد يعكس قيمة من القيم التي يتمتع بها الملك سلمان بن عبدالعزيز وهي قيمة مهمة جدا في بناء علاقة إيجابية بين الأباء والأبناء، ونحن بحاجة أن نتبنى ونعزز هذه القيمة لدينا نحن الآباء والأمهات فنصنع الوقت في أي وقت حتى نتابع أبناءنا وبناتنا، حتى لو استقطعنا وقتا داخل برامجنا المزدحمة في أعمالنا الرسمية وما أكثرها.. ولنثق تماما أن ما نقوم بها هو عمل مأجور لدى الله، ومقدر لدى من حولنا ولها إيجابياته العظيمة على فكر وسلوكيات أبنائنا وبناتنا..