جازان - تغطية - أحمد حكمي - إسماعيل مسملي - علي العمودي:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان أن الدولة -حفظها الله- تسابق الزمن لتصبح جازان ضمن مصاف المناطق المتقدمة بالمملكة الجاذبة للاستثمار. وقال سموه إن منتدى جازان الاقتصادي سيدفع بالمنطقة إلى رأس قائمة الاستثمار بالمملكة، مبيناً أنه يأتي في سياق النمو المتسارع للمنطقة إنفاذاً لرؤية القيادة السديدة لإحداث تنمية متوازنة في جميع مناطق المملكة، حيث بدأت هذه الرؤية -بحمد الله- تؤتي ثمارها وستظل كذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله. وقال سموه اسمحوا لي في البداية أحدثكم عن جازان الذي تستضيفكم بحب بين أحضانها اليوم، فجازان ليس فقط تلك المنطقة التي تحتضن 16 محافظة و40 مركزاً و4 آلاف قرية وهجرة، بل هي أيضاً منطقة ذات القاعدة السكانية الكثيفة والكفاءات والقدرات العلمية المتمكنة في التخصصات، فضلاً عن توفر المواد الخام وموقعها الإستراتيجي لمحاذاتها طرق الشحن على البحر الأحمر مما يجعلها أرضاً واعدة لمستقبل مشرق. إن المتابع للحِراك الاقتصادي, والتنمية المتسارعة بمنطقة جازان سيتبادر إلى ذهنه من اللحظة الأولى بأن منطقة جازان تسابق الزمن, وهذا ما وعد به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- عند زيارته منطقة جازان, في 1426 هـ، فقد قال -رحمه الله- (لقد تأخرت مسيرة التنمية في جازان لظروف لم يكن لأحد يد فيها, إلا أن دولتكم عقدت العزم على إنهاء هذا الوضع باختزال المراحل ومسابقة الزمن وإعطاء جازان عناية خاصة). وتابع سموه: وهذا ما نلمسه في النقلة النوعية والتنموية الكبيرة في مشاريع الطرق والصحة والزراعة والسياحية خلال العشر السنوات الماضية. وأضاف سموه، «جاءت التوجيهات الكريمة لتضيف للمنطقة قفزات جديدة في جعلها منطقة جذب للمستثمرين في مجال الصناعة والسياحة, بقرار إنشاء مدينة جازان الاقتصادية وتكليف وزارة البترول ممثلة في شركة أرامكو, بتنفيذ البنية التحتية وإنشاء مصفاة جازان وفرضة بحرية لمصفاة البترول وإنشاء ميناء تجاري صناعي للمدينة الاقتصادية ليكون رديفًا لميناء جازان الحالي, وأيضاً في المجال الصناعي قامت هيئة المدن الصناعية (مدن) بتطوير مليون م2 كمرحلة أولى للمدينة الصناعية بأبي عريش من أصل أربعين مليون م2 لتكون مخصصة للصناعات التكميلية. وحول تطوير القطاع السياحي قال سموه: جاءت التوجيهات الكرمة أيضًا لتطوير القطاع السياحي بموافقة المقام السامي الكريم على توصيات اللجنة الثلاثية لتطوير جزر فرسان لتكون وجهة سياحية بارزة بتخصيص 2 مليار ريال. وفي مجال تنمية الموارد البشرية قامت مؤسسة التدريب التقني والمهني بشراكات مع شركة أرامكو في معهد «مهارات» في كل من الحقو والدرب وهناك دراسة لإضافة موقعين آخريين للتدريب، إضافة إلى شراكة المؤسسة مع شركة الكهرباء من خلال المعهد العالي لخدمات الكهرباء في بيش. أما في مجال السياحة فهناك المعهد العالي للسياحة والضيافة من خلال الشراكة بين مؤسسة التدريب التقني والمهني مع شركة الحكير، إضافة إلى الكليات والمعاهد التي تقوم المؤسسة بتشغيلها مباشرة في محافظات المنطقة. وهذا كله يؤدي إلى تخريج كوادر وطنية تقنية ومهنية على مستويات تأهيلية مختلفة. إضافة إلى ما تقدمة «درة الجامعات» جامعة جازان من تأهيل للكوادر البشرية في مختلف التخصصات التي يحتاجها سوق العمل. وأضاف سموه: هذه التوجيهات للقيادة الحكيمة في تطوير قطاع الصناعة والسياحة في جازان دليل كبير على اهتمام الدولة -حفظها الله- على مسابقة الزمن لتصبح منطقة جازان ضمن مصاف المناطق المتقدمة بالمملكة الجاذبة للاستثمار. ومضى سموه: ليس خافياً على أحد أن هذا المنتدى الاقتصادي سيدفع بجازان إلى رأس قائمة الاستثمار بالمملكة، وسيمثل كذلك فرصة لرجال وسيدات الأعمال وشركات الاستثمار لكي يتعرفوا عن قرب على هذه المنطقة الواعدة. وقال سموه: مع تقديري الكامل للمبادرات التي ينفذها القطاع الخاص بالمنطقة، فإن الجميع يتطلع إلى المزيد من مبادرات الشركات والمؤسسات الكبرى ورجال الأعمال في توفير أسباب تطور منطقة جازان اقتصاديا، وتجارياً، والاستفادة من الفرص المتاحة في العديد من المجالات والتي سيتم استعراضها في هذا المنتدى الذي سيشكل بداية لمشاريع وشركات استثمارية وطموحات لا تتوقف. وشكره سموه كل من أسهم في الإعداد والتحضير للمنتدى، وخصَّ بالذكر وزارة البترول والثروة المعدنية والمشاركة الفعالة من هيئة الاستثمار وهيئة المدن الاقتصادية وغرفة جازان ومجلس الغرف. وأضاف: كما أود أن أثني على الجهود المميزة لشركة أرامكو السعودية لتنظيم المنتدى, وكذلك خطواتها المتسارعة في المراحل التأسيسية لمدينة جازان الاقتصادية ومصفاة النفط, ونحن نعتبر أرامكو العملاقة هي شريكنا الإستراتيجي نحو النهضة الشاملة التي ستتحقق بإذن الله لمنطقة جزان وفي الوقت الذي ترفع فيه الشركة شعارها «الطاقة..فرصة» فإنها قد حولت الشعار إلى خطوات فعلية قدمت من خلالها الفرصة لكل مواطني المملكة في تغيير حياتهم إلى الأفضل من خلال مشروعاتها وبرامجها المميزة. جاء ذلك خلال تدشين سموه صباح أمس فعاليات منتدى جازان الاقتصادي 2015م تحت شعار «شراكات استثمارية» وبحضور الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار، ونحو 3 وزراء و500 شخصية اقتصادية سعودية وعالمية ويستمر على مدار يومين، بهدف جذب الاستثمارات وتبني المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية والمبنية على الاحتياجات والموارد الحقيقية للمنطقة، بالتزامن مع إنشاء مدينة جازان الاقتصادية ومصفاة نفط جديدة بطاقة 400 ألف برميل يومياً.
الارتقاء بجودة الحياة هدف أساس
من جهته قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة إن الدولة -رعاها الله- لديها اهتمام كبير في العناية بالتراث الحضاري العريق لبلادنا الغالية، والذي أثمر -ولله الحمد- عن إحداث نقلة كبيرة فيها، وأضاف خلال الكلمة الرئيسة للمنتدى والتي حملت عنوان (الارتقاء بجودة الحياة هدف أساس) قدم فيها شكره لأمير المنطقة على دعوته للمشاركة في هذا المنتدى الاقتصادي المهم، وكذلك حرصه الدائم على التواصل والمتابعة من أجل تطوير سياحة المنطقة. وقال سموه مداعبًا أمير منطقة جازان: «من كثر حرصكم واتصالاتكم فكرت بتغيير رقم هاتفي»، الأمر الذي قوبل بالتصفيق الحار من حضور الحفل. وأشاد سموه بإشراك هيئة السياحة في بلورة الرؤية الاقتصادية لمنطقة جازان عموماً، ومدينة جازان الاقتصادية خصوصاً، وتحديد إستراتيجيتها، وتقديم المقترحات الهادفة إلى جذب الاستثمارات إليها. ورفع سموه شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لما تحظى به الهيئة من دعم وتوجيه كريم. كما شكر أصحاب السمو أمراء المناطق وكافة أجهزة ومؤسسات الدولة، والشركاء من القطاعين العام والخاص على تعاونهم المستمر والبناء في سبيل تنمية وتطوير السياحة الوطنية والمحافظة على الآثار والتراث الوطني. وأوضح سموه أن منطقة جازان تتميز بموقعها الجغرافي المتميز، والتضاريس والثروات الطبيعية والزراعية والموارد الاقتصادية الكبيرة، إضافة إلى وجود مدينة اقتصادية واعدة، وميناء متطور. مما يجعل منها نموذجاً استثمارياً مجدياً وناجحاً، خاصة مع توافر دعم كبير توليه الدولة لكافة المناطق لتحقيق التنمية الشاملة، وحرص ومتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان، ورغبة أكيدة من أهالي المنطقة المتميزين بعلمهم وجهدهم وتفانيهم في خدمة بلادهم لتحقيق التقدم والتطوير. وأوضح سموه أن منتدى جازان الاقتصادي، أحد أهم ملتقيات الاستثمار في المملكة، التي أطلقتها الدولة بهدف بناء «شراكات استثمارية»، وتأسيس رؤية وإستراتيجية تنموية لمنطقة جازان، وجذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية إليها، ونتطلع جميعاً للخروج بنتائج عملية إيجابية، تسهم في التنمية الحقيقية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة للمنطقة. خصوصاً وأن هذا المنتدى يتزامن مع صدور قرارات داعمة للاستثمار السياحي؛ ومنها موافقة المقام السامي الكريم بتاريخ 25-2-1436ـ، على توصيات اللجنة المشكلة لدراسة الاحتياجات الآنية والمستقبلية لتطوير جزيرة فرسان بوصفها منطقة سياحية ذات أهمية بيئية، وخُصص لذلك أكثر من ملياري ريال، يتم اعتمادها وفقاً لقواعد إعداد الميزانية العامة للدولة. وقد أعدت الهيئة بالتعاون مع إمارة المنطقة مقترحاً لتفعيل القرار وتنفيذه؛ متضمناً عدد 26 مشروعاً من المشاريع الداعمة للتنمية السياحية والتراث العمراني في منطقة جازان، منها 19 مع الشركاء من القطاع الحكومي، و7 مشاريع مع القطاع الخاص. وتطلع سموه إلى انطلاق أعمال اللجنة العليات لتطوير فرسان التي وجه بها سمو أمير المنطقة والتي تحظى باهتمام خاص من قادة البلاد للمحافظة على مكانتها البيئية والاستثمارية وبما يحافظ على ذلك، مشيراً إلى أن الدولة أصدرت خلال السنوات القليلة الماضية عدداً من القرارات المهمة الهادفة لدعم السياحة والتراث الوطني، تبلغ في مجملها (28) قراراً مهماً، ويصب معظمها في تحفيز الاستثمارات السياحية الكبرى، وزيادة وتنويع البرامج والفعاليات السياحية المتميزة، وتحسين الخدمات السياحية، ورفع جودتها وتخفيض تكاليفها، ومن أبرز هذه القرارات: مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري (12-3-1435هـ)، قرار دعم الهيئة إدارياً ومالياً (12-3-1435هـ)، صدور نظام السياحة (23-12-1434هـ)، صدور نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني (25-8-1435هـ)، تأسيس شركة لتطوير العقير (4-11-1434هـ)، قرار تأسيس ثلاث جمعيات سياحية (27-7-1435هـ)، إنشاء البرنامج الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية (بارع)، تأسيس البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات (تاريخ 17-7-1434هـ)، إقرار تنظيم شامل لتحسين وضع مراكز الخدمة ومحطات الوقود على الطرق (20-5-1434هـ)، قرار تمديد مدد الإيجارات لتأجير الأماكن السياحية العامة.