الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- هو في الرجال ظاهرة لن تتكرر، فالآباء والأجداد والمثقفون والعلماء والخبراء يضربون به الأمثال (قال سلمان وفعل سلمان وطول الله عمر سلمان فعل كذا وكذا) هذا الحديث وهذا الرصد هو بمثابة وثائق وتاريخ كتب وحفظ لسيد الحكام والملوك (أبا فهد لا عدمناه). ولعل أصدق لقب مبكر أطلق عليه -حفظه الله- هو لقب الملك فهد -رحمه الله- عندما كان يتحدث برفقة الرئيس الفرنسي في زيارته لفرنسا وبعد أيام من إحدى محطات معرض الرياض بين الأمس واليوم، عندما قال أخي سلمان حاكم الرياض ولم يقل أمير الرياض، إنه فعلا حاكم وملك صنع مدينته ومعشوقته الأولى أكبر عاصمة في الشرق الأوسط وأكبر منطقة في المملكة تستحوذ على ثلث سكان المملكة، فاستحق بجدارة حاكم الرياض وثلث السكان، سيدي سلمان أبقاه الله ذخراً وسنداً لشعبه وأمته شامخاً في تطلعاته كشموخ قامته، حازماً لأمن وطنه وشعبه رقيق القلب مع مواطنيه، كم رعى مناسبة ومشروعاً وطنياً، وكم أنشأ ورعى جمعية خيرية، إنه رجل الخير والعطاء لكل مواطن وكأنه في مكان والد الجميع.
إن الإنسان يتيه أمام هذه العواطف الجياشة وتسابق دموعه كلماته وهو يتحدث عن سلمان الملك، سلمان الإنسان، سلمان الوفاء والهيبة والقرار الشجاع.
وإذا تطرقنا للوفاء الذي هو إحدى الخصال الشخصية، فالحديث يطول بشجونه لأن سيدي هو نبع الوفاء ومصدر جريانه، فوفاؤه مع ملوكه الميامين وخاصة الملك فهد والأمير سلطان الذي رافقه لأكثر من عام في رحلة الاستشفاء، وتابعها الشعب السعودي، فكان -رعاه الله- مضرب المثل في الوفاء والقلب الحنون، مما جعل الوفاء ينسب إليه وليس العكس، واستمر هذا الوفاء مع أخيه الملك عبدالله -رحمه الله-، وهاهو اليوم الملك سلمان يجدد الوفاء والمحبة لشعبه فيغدق عليه المكارم والعطايا بشكل عاجل قبل أن يرأس أولى جلسات مجلس الوزراء بعد توليه مقاليد الحكم، وهذا يدل على محبته لشعبه ووفائه له.
والوفاء من رجل الوفاء لا يستغرب، قائد محنك نذر نفسه من بواكير عمره وأيام الصبا لخدمة الوطن، انطلاقاً من العاصمة التي تحوّلت بقيادته من حارات وبيوت طين إلى عاصمة بضواحيها تضاهي مساحة دولة ولم يكتف -حفظه الله- بذلك، بل دخل النسيج الاجتماعي لشعبه وأصبح يمثل بالنسبة لهم السجل المدني، يعرف أسرهم وآباءهم وأجدادهم وعوائلهم وقبائلهم، ليتحول إلى جزء أسري منهم يشاركهم أفراحهم وأتراحهم. ياله من ملك نذر نفسه لوطنه وشعبه، عاش كل عمره واحداً منهم يسهر على راحتهم ويقضي شؤونهم. وكلنا كسعوديين نقول بلسان واحد «حفظك الله سلمان وأمدك بعونه وتوفيقه، ووفق ولي عهدك، وولي ولي العهد، لتحقيق ما تصبو إليه، والله يرعاك ويديم عزك سيدي».
محمد المسفر - رئيس مركز الجريفة بشقراء