القاهرة - الجزيرة:
دعا الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، إلى تفعيل سلاح المقاطعة مع إسرائيل لزيادة عزلتها، وذلك من خلال المؤسسات والجامعات وليس فقط الدول. وأكد العربي على تمسك الدول العربية بالمبادرة العربية للسلام، التي بموجبها تقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والحل القانوني لقضية اللاجئين، ثم بعده يمكن اتخاذ خطوات أخرى من الدول العربية، لكن على مدى 13 عامًا لم تتجاوب إسرائيل إطلاقًا مع المبادرة العربية. وانتقد أسلوب إسرائيل في التهرب من المفاوضات من الأبواب الخلفية ـ كما وصف ـ قائلاً: «كثير من الدول تقول لابد من التفاوض، لكن كل مرة تهرب إسرائيل وتخرج من الأبواب الخلفية، داعيًا إلى مواجهة شاملة لإقناع هذه الدول بعدم قبول هذا المسلك».
جاء ذلك في مداخلته أمام الدورة الأولى لملتقى الحوار الذي نظمته مؤسسة ياسر عرفات بمناسبة اجتماع مجلس أمنائها بالقاهرة تحت عنوان «إنجاز الاستقلال الوطني والسيادة الإستراتيجية المطلوبة للدولة الفلسطينية». ولفت العربي، إلى أنه ليس المهم صدور قرار جديد من مجلس الأمن، فهناك سيل من القرارات من الأمم المتحدة التي صدرت بخصوص القضية الفلسطينية لكنها لم تدخل دائرة التطبيق مطلقاً حتى الآن برغم مضي أكثر من سبعة عقود على الاحتلال الإسرائيلي، مطالبًا بقرار من مجلس الأمن ينطوي على آلية تنفيذية وسقف زمني محدد وأن يتخطى القرارات السابقة التي كانت تتحدث فقط عن مبادئ، داعيًا في الوقت ذاته لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وذكر الأمين العام للجامعة العربية أن العالم العربي ترك لسنوات طويلة زمام المبادرة لمجلس الأمن لحل القضية الفلسطينية، الذي اعتمد منهجية إدارة النزاع، تحت ضغوط من إسرائيل وأمريكا ودول أخرى كثيرة في ركابهما لا تريد تغيير هذا النهج، منتقداً إنشاء اللجنة الرباعية المعنية بعملية السلام والمكونة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي والتي لا تتحرك إلا في إطار ما تسمح به واشنطن، وظلت على مدى أكثر من عشر سنوات تجتمع، وتصدر بيانات لا يقرأها أحد.
وأشار العربي، إلى أن هناك مجموعة من القوانين تمثل الإطار العام لحل القضية الفلسطينية، معربًا عن اندهاشه من أن كل الاتفاقيات والقوانين عندما تأتي لإسرائيل تتوقف، بل إن روسيا عندما احتلت شبه جزيرة القرم وقع عليها عقوبات بالغة القسوة، أما إسرائيل فكل شيء يتوقف عندها، معرجًا بالقول: للأسف هذا هو العالم الذي نعيشه وليس المدينة الفاضلة التي نسعى إليها.