تونس - الجزيرة - فرح التومي:
أفادت وزارة الداخلية مساء أول أمس الخميس، بأنه وفي إطار السعي المتواصل للكشف عن الخلية المتورطة في عملية بولعابة الإرهابية (محافظة القصرين 250 كلم وسط شرق العاصمة تونس)، تمكنت قوات الأمن من إماطة اللثام على مخطط إرهابي وإجهاضه، كانت المجمُوعة الإرهابيّة المُتورّطة في عمليّة بُولعابة نفسها تتأهب لتنفيذه، وذلك بعد أن كلفت خليّة تابعة لها برصد دوريات أمنيّة مُتحرّكة إضافة إلى أعوان أمنيين معروفين بعدائهم للتطرف.
وتمكن الأمن بالقصرين من إيقاف 13 عُنصُراً في هذه الخليّة من بينهم 5 فتيات يرتبط بعضها بصفة مباشرة بقيادات تنظيم «عقبة بن نافع» فيما خضع أحدُهم لتدريبات عسكريّة بالقطر الليبي، كما أدّت الأبحاث في هذه العمليّة الاستباقيّة إلى كشف مكان في سفح جبل الشعانبي تحتمي به عناصر المجموعة من حين إلى آخر حيث تمّ العُثور على كمية من مادّة «الأمونيتر» إضافة إلى موادّ أخرى.
كما تمّ في الإطار نفسه حجز رسوم بيانيّة دقيقة للأهداف المُزمع استهدافها ونسخ لبطاقات عدّة تعريف وطنيّة يقع استخدامها في استخراج الشرائح الهاتفيّة وصُور شمسيّة تظهر تدرّب بعض العناصر الموقوفة على الأسلحة، إضافة إلى حجز حواسيب وهواتف جوّالة وشرائح هاتفيّة.
تأتي هذه العملية الأمنية الاستباقية لتصب الماء على النار المشتعلة بين مسؤولين أمنيين سامين ونقابات أمنية تتهم القيادات بالفساد وبالتورط في دعم الإرهاب، ناهيك وقد صرحت القيادات النقابية الكثيرة العدد بأن المسؤول الأول عن تشكيلة أمنية كاملة تولى إرسال 40 طناً من الأدوية الى القطر الليبي وتحديداً إلى قوات فجر ليبيا. وكانت وسائل الإعلام المرئية منها بالخصوص فضاء لنشر الغسيل الوسخ للمؤسسة الأمنية على مدى الأسبوعين الماضيين من طرف القيادات النقابية التي دخلت في حرب مع الإطارات الأمنية السامية مطالبة بتغييرها استعجالياً باعتبارها رمزاً من رموز حكم الترويكا المستقيلة.
إلى جانب هذه الاتهامات يشير النقابيون الأمنيون إلى وجود معطيات موثقة حول استهداف الدوريات الأمنية بالقصرين وتحديداً بالمنطقة الريفية بولعابة التي استشهد بها 4 أعوان أمن على يد إرهابيين منذ أسبوعين، استناداً على اعترافات مجموعة من أطفال الجهة الذين ألقي عليهم القبض منذ أكثر من شهر وأقروا بأنه تم استقطابهم من طرف المسلحين الذين كلفوهم بمراقبة تحركات الوحدات الأمنية، إلا أن السلط الأمنية المحلية لم تأخذ اعترافات هؤلاء الأطفال مأخذ الجد بل إنها أرسلت وحدة أمنية إلى الموت جهاراً... ما استفز النقابات الأمنية وأجج غضبها واحتجاجها على سوء تصرف المسؤولين الأمنيين بالجهة.
وتبدو النقابات الأمنية التي تمتلك وثائق مهمة حول ملفات شائكة تفضل القيادات الأمنية التحفظ عليها باعتبارها تدخل تحت خانة المعطيات الشخصية السرية، إلا أن النقابيين يرفضون الالتزام بواجب التحفظ ويصرون على نشر هذه المعلومات السرية تباعاً، متغاضين بذلك عن الصراعات والخلافات والحروب التي تخلفها مواقفهم صلب المؤسسة الأمنية التي تظل مهددة من طرف المجموعات المسلحة المتطرفة. من جهة أخرى، تعيش بعض الجهات الريفية بالشمال الغربي أياماً عصيبة بعد فيضان أودية عدة جراء تساقط كميات قصوى من الأمطار خلال الأيام الماضية. وبالرغم من الاحتياطات التي اتخذتها السلط المحلية من أمن وحماية مدنية وجيش وطني، إلا أن مزارع شاسعة ومنازل وحقول غمرتها المياه وأتلفت محصولها الفلاحي الذي تعيش عليه عشرات المئات من العائلات الزراعية بالشمال. وتداولت وسائل الإعلام صوراً لعائلات تم إجلاؤها من منازلها التي أتلفتها المياه بالكامل ولسيارات جرفتها مياه الأودية ومن لطف الله تعالى أن لم تسجل خسائر بشرية إلا أن الخسائر المادية كبيرة خضوصاً أن شركات التأمين غير مسؤولة عن الكوارث الطبيعية بل إنها غير معنية بالتعويض لصغار الفلاحين المتضررين.