سليمان الجعيلان
«حكم اللقاء عبدالرحمن العمري دخل مباراة الخليج والنصر تحت تأثير تهديدات أو ضغوطات معينة جعلته يفقد التركيز؛ ويرتكب أخطاء ضد الخليج غير موجودة في قانون التحكيم» فوزي الباشا رئيس نادي الخليج. «يكفي أننا في الرائد نشارك مثل غيرنا في تقديم بطولة الدوري هدية للنصر» عبدالله السبيعي إداري فريق الرائد. «فريق النصر ليس بحاجة لهدايا. الحكام يسيئون لدوري جميل، ويسيئون للعب النظيف» جميل بالقاسم مدرب فريق العروبة. «واجهنا قوة ما يقدر عليها إلا رب العالمين في مباراة النصر» عمر الغامدي لاعب فريق الشباب.
هذه (بعض) التصريحات التي كانت بعد مباريات فريق النصر للعديد من مسؤولي ومدربي ولاعبي الأندية التي تضررت بأخطاء تحكيمية غير طبيعية، ولا يمكن أن تندرج بأي حال من الأحوال تحت ما يسمى بالأخطاء التقديرية، التي استفاد منه فريق النصر بطريقة غريبة ومريبة في الموسم الماضي وفي هذا العام حتى الآن!!.. صحيح أن جميع الأندية تضررت من الأخطاء التحكيمية، ولكن أجزم بأن فريق النصر هو الوحيد الذي استفاد من أخطاء الحكام بتلك الصور الفاضحة التي حدثت بعد ضغوطات خارجية وتصريحات مسيئة كالتي صدرت من رئيس نادي النصر عندما قال بتعالٍ وفوقية عن بعض الحكام «يجلسون في بيوتهم وأنا أعطيهم فلوسهم» وكأن الحكام السعوديين دخلوا مجال التحكيم (للتسول) واستجداء عطف رؤساء الأندية الذين أسرف بعضهم في تصريحاته ضد الحكام، وأصبح يتباهى بما يجده من أثر تصرفاته على نتائج مباريات فريقه!!..
الغريب والعجيب هو تجاهل رئيس لجنة الحكام عمر المهنا لتلك التصريحات، وضعفه (المعتاد) أمامها، وتخليه عن أهم مهامه ومسؤولياته في التصدي لها وحماية حكامه منها، والدفاع عن كرامتهم، ورفض المساس بإنسانيتهم التي أصبحت في أدنى درجاتها بوجود عمر المهنا رئيساً عليهم ومسؤولاً عنهم!!..
باختصار، التحكيم السعودي يدفع ضريبة استمرار عمر المهنا في رئاسة لجنة الحكام، الذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن قوة الشخصية (المزعومة) التي يتظاهر بها أمام الحكام والإعلام ما هي إلا امتداد لضعفه وخوفه من التصريحات وردة فعل بعض مسؤولي الأندية عندما كان حكماً فاشلاً؛ ساهمت قراراته الظالمة في إلغاء أهداف صحيحة وعدم احتساب ضربات جزاء واضحة، اعترف بها بعد اعتزاله التحكيم، وظلت ملازمة له في رئاسته للجنة الحكام حتى قضى على ما تبقى من هيبة وقيمة التحكيم السعودي!!..
عموماً، أثناء سير مجريات مباراة الخليج والنصر، ومن على دكة بدلاء فريق الخليج، غرد في موقع التواصل الاجتماعي تويتر نائب رئيس نادي الخليج الأستاذ نزيه النصر، وكتب من شدة الضيم والقهر «حسبنا الله ونعم الوكيل» بعدما شاهد على أرض الملعب أخطاء تحكيمية فاضحة من الحكم عبدالرحمن العمري، وبعد ذلك أصدرت إدارة نادي الخليج بياناً صحفياً، كان عنوانه الرئيسي (الترهيب والتهديد أصبحا سبيلاً وطريقاً لانتزاع نتائج ونقاط المباريات)، ومع ذلك مر هذا البيان القوي مرور الكرام على مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي ظن البعض عندما أعلن اتحاد القدم اجتماعاً طارئاً يوم الأربعاء الماضي أنه لمناقشة بيان نادي الخليج، ومكاشفة رئيس لجنة الحكام عمر المهنا عن سوء أدائه، ومحاسبته على فشل عمله، إلا أن الجميع فوجئ بإعلان ترشيح رئيس الاتحاد السعودي الأستاذ أحمد عيد للمكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي، فأدرك الكثير أن كرة القدم السعودية وهمومها وقضاياها في وادٍ وأحمد عيد وأعضاء الاتحاد في وادٍ آخر، وأن ما يحدث ما هو إلا مسرحية هزلية، بطلها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وأعضاء الاتحاد، ومجاملة ساخرة بين بعضهم في تبادل توزيع المناصب على حساب عدالة ونزاهة المنافسات الكروية السعودية!!
اختفاء تقارير الانضباط!
في (23/ 9/ 2014)، وفي صحيفة الجزيرة، اعترف رئيس لجنة الانضباط إبراهيم الربيش بأن اللجنة تجاهلت عقوبة نادي النصر بعد حصول (6) من لاعبيه على بطاقات صفراء في مباراته أمام الفتح في الدور الأول من دوري عبداللطيف جميل بسبب (اختفاء) تقرير المباراة الذي كشفه الإعلام المهني والنزيه، وأحرج إثره رئيس لجنة الانضباط، وأجبره على إصدار عقوبة مستحقة على نادي النصر!!.. وفي الأسبوع الماضي تكررت الحادثة نفسها مع نادي النصر تحديداً، ومن لجنة الانضباط مرة أخرى، عندما تجاهلت اللجنة تقرير مراقب مباراة النصر والرائد الأستاذ إبراهيم الصقر، الذي نشرته صحيفة الرياضية بكل مهنية عالية، والذي أكد فيه رمي جمهور نادي النصر العلب الفارغة على حكام مباراة النصر والرائد بعدما حاولت لجنة الانضباط إنكار الحادثة، وإيهام الوسط الرياضي بأن (لا شيء يذكر) استناداً إلى تقرير حكم المباراة، كما جاء في بيان اللجنة الذي خرج بعده رئيس لجنة الانضباط ليبرر ما جاء فيه من مغالطات مكشوفة، ويفسر محاولة إخفاء تقرير مراقب المباراة بطريقة مفضوحة!!.. يقول رئيس لجنة الانضباط «إذا تعارضت تقارير مسؤولي المباراة نأخذ بتقرير حكم المباراة»، في مجاهرة واضحة وفاضحة بعدم تطبيق أنظمة ولوائح الانضباط؛ إذ إن المادة (106/ 3) من لائحة الانضباط تنص على «في حال وجود أي تعارض بين مسؤولي المباراة، ولم يتوافر أسلوب مقبول للتفريق بين الحقائق الوارد بها، يُعتبر (تقرير الحكم) هو التقرير الصحيح فيما يتعلق بالوقائع التي حدثت (داخل) ساحة الملعب, ويُعتبر (تقرير مراقب المباراة) التقرير الصحيح فيما يتعلق بالوقائع التي حدثت (خارج) ساحة الملعب». انتهى نص مادة لائحة الانضباط التي لم يطبقها رئيس لجنة الانضباط، إما لأمر في نفسه أو جهل في فهم لائحة لجنته!!.. إذ إن نص المادة واضح بأن الأحداث خارج ساحة الملعب يتم فيها الأخذ بتقرير مراقب المباراة، ورمي جماهير نادي النصر العلب الفارغة على الحكام أثناء دخولهم غرفة الحكام بالتأكيد يعتبر خارج ساحة الملعب، ولكن قاتل الله التعصب!!