الجزيرة - ناصر السهلي:
تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - افتتح معالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل مساء أمس المؤتمر الدولي الرابع للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد تحت عنوان «تعلم مبتكر: لمستقبل واعد»، الذي تنظمه وزارة التعليم، بفندق الريتز كارلتون في الرياض.
وبدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى وكيل الوزارة للشؤون التعليمية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور محمد بن عبد العزيز العوهلي كلمة اللجنة المنظمة، رحب فيها بالحضور ، مبيناً أهمية التعلم الإلكتروني في التزود المعرفي، مؤكِّداً أن المستقبل الواعد يحتاج إلى استدامة وتزود معرفي وتنمية المهارات بما يحقق المعرفة والتحصيل العلمي.
وأشار إلى أن المؤتمر يهتم بعرض الدراسات العلمية المتخصصة، ومناقشة الممارسات والتجارب في الاتجاهات العالمية الحديثة في استخدامات المحتوى الرقمي وأساليب تطويره، ومستقبل التعليم والتعلم في مجتمعات المعرفة والأدوار المتوقعة منه، والاطلاع على أحدث البحوث والدراسات العلمية في مجال التعلم الإلكتروني، ودور التعلم الإلكتروني في تعزيز الابتكار ومجالاته، بالإضافة إلى قضايا جودته من حيث المحتوى والقياس والتقويم وآليات التطبيق.
ولفت النظر إلى أن المؤتمر يعد حلقة اتصال علمي في مجال التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد من خلال 23 متحدثاً من ثماني دول يقدمون 57 ورقة بحثية، فيما بلغ عدد المسجلين 3300، خمس وأربعون بالمئة منهم من الرجال وخمسة وخمسون بالمئة من النساء.
ونوه بدعم القيادة الرشيدة للتعليم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - للعلم وتطويره على الصعد كافة، معبراً عن شكره لمعالي وزير التعليم والقائمين على المؤتمر حتى يؤدي دوره في إثراء العلم والتعلم.
ثم ألقى رئيس تكنولوجيا التعليم والابتكار والتغيير في كلية التربية والتعليم مدير التعليم الرقمي في جامعة ليدز الدكتور نيل مورس كلمة ضيوف المؤتمر، رحب فيها بمعالي وزير التعليم والحضور، مشيراً إلى أن المشاركين في المؤتمر يعبرون عن شكرهم للمملكة حكومةً وشعباً على تنظيم هذا المؤتمر الذي يجتمع خلاله جملة من المتخصصين في التعلم عن بعد والتعلم التعاوني والبرامج الضخمة على الإنترنت.
وأفاد بأن التعليم يعد الآن أكثر ممارسة واتساعاً، لافتاً النظر إلى أن التعليم التقليدي الذي تلتزم به بعض الجامعات يجعل تلك الجامعات أمام تحد كبير كون الطلاب الجدد بحاجة إلى التعلم الحديث والابتكار.
إثر ذلك دشّن معالي وزير التعليم مبادرة «رائدات التعلم الإلكتروني» ومبادرة «الموارد التعليمية المفتوحة «، عن طريق جهاز الآيباد، ثم شاهد الجميع عرضاً مصوراً عن المبادرتين.
كلمة وزير التعليم
بعدها ألقى معالي وزير التعليم كلمة رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر والحضور، معبراً عن سعادته بهذا المؤتمر الذي يصب في صالح التعليم، وقال: «لا أكثر استحقاقاً للحديث والوقوف من التعليم الذي يعد نافذتنا إلى المستقبل وبوابتنا نحو الغد المشرق بإذن الله».
ورفع الدكتور الدخيل الشكر للقيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على الرعاية الكريمة لهذه المؤتمر.
وأكَّد وزير التعليم أهمية هذا المؤتمر كونه يهتم بالتعليم والتعلم، وقال: حتى الأمية الرقمية صارت من نوع الآخر فلا نكتفي بمحو الأمية الرقمية بل نوظفها التوظيف الأمثل»، مشيراً إلى أن ذلك يعد تحدياً حضارياً ينشد تحولاً في المفاهيم والأطر الفكرية لمفهوم التعلم والتعليم والبيئة من حولهما، حيث أثبتت الإحصاءات أن المملكة من أعلى الدول صرفاً على التقنية واستخداماً للشبكات الاجتماعية واقتناء الهواتف الذكية، كما أن المملكة من أسرع بلدان المنطقة نمواً في سوق الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث بلغت نسبة النمو في هذا الجانب ما يفوق 70 بالمئة من مجموع دول الخليج، وبلغ الاستثمار في عام واحد أكثر من 93 مليار ريال، وبلغ ما يقضيه الأبناء على الإنترنت 5 ساعات يومياً عبر الحواسيب و3 ساعات عبر الهاتف الجوال ويملك سبعة من كل عشرة منهم هاتفا ذكيا، وأن المملكة تعد سابع دولة في العالم من حيث عدد التغريدات على تويتر، و44 بالمئة من السكان يشاهدون يوتيوب عبر أكثر من 90 مليون فيديو تشاهد يومياً.
وأوضح الدكتور الدخيل أن المملكة تعد من أفضل الدول في العالم في تمويل التعليم وتبني التقنيات والتجهيزات والتطبيقات والصرف عليها، منبهاً إلى أهمية توظيف واستثمار هذه التقنية تعليميا في بيئات تعلم افتراضية تفاعلية ثرية يعاد فيها رسم أدوار المتعلم والمعلم ليكونا شركاء في إنتاج المعرفة، فضلاً عن تهيئة الجيل أن يعيد اكتشاف نفسه بقيم واتجاهات تغرس الدافعية للتعلم وإضافة قيمة لما يتعلمه حتى يكون جيلا يتنافس على صناعة مستقبل وطنه وصناعة حضارته.
وأكَّد أنه لا يكفي الحصول على التقنية للوصول إلى مستقبل واعد، حيث لا بد أن يكون مستقبل التعليم - بمشيئة الله - متفرداً يناسب كل متعلم على حدة وتطبيقياً عن طريق الممارسة وبكفاءة على التكلفة ومعززاً بالتقنية وممتعاً وألا يقتصر على ما يتم منه في المقررات وغرف الصفوف الدراسية وقاعاتها الجامعية.
وأعلن خلال افتتاح المؤتمر عن موافقة معالي وزير التعليم بأن تشمل الجائزة جميع قطاعات وزارة التعليم.
بعد ذلك أعلن مدير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور عبد الله المقرن الفائزين بجائزة التميز في التعلم الإلكتروني الجامعي لعام 1436هـ - 2015م، حيث كرّم معاليه الفائزين إِذْ فاز بالمركز الأول جامعة الملك عبدالعزيز، والمركز الثاني جامعة الباحة، والمركز الثالث جامعة أم القرى، بالإضافة إلى الفائزين بالجائزة من الأفراد. كما كرّم معاليه رعاة المؤتمر والقائمين عليه، بعدها التقطت الصور التذكارية لمعاليه مع المشاركين في المؤتمر.
وعقب الحفل افتتح معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل المعرض المصاحب للمؤتمر الذي تشارك به نخبة من الشركات الرائدة والجامعات التي تعرض منصة تفاعلية ثلاثية الأبعاد لحلول المعامل الافتراضية، وأحدث التقنيات والتطبيقات والحلول، والعديد من الشاشات التفاعلية، فضلاً عن أحدث مبتكرات الجامعات وتجاربها في التعلم الإلكتروني.
وتجول معاليه في أروقة المعرض، الذي يتيح للمختصين والمسؤولين في المراكز العلمية ومراكز البحث العلمي الحكومي والخاص، ورجال الأعمال، الاطلاع على الفرص والمجالات الاستثمارية الواسعة للمرحلة المستقبلية، وذلك خلال فترة انعقاد المؤتمر، كما شاهد معاليه عربة النقل الخارجي الأحدث في المنطقة.
يذكر أن المؤتمر سينتهج لأول مرّة استراتيجية المؤتمرات الصديقة للبيئة، حيث خفضت كمية المطبوعات وكتيبات المشاركين، وجهزت منصّة رقمية على بوابة المؤتمر لتبادل جميع المطبوعات والمعلومات بين المشاركين والعارضين من خلال شارات هوية المؤتمر الإلكترونية، أو من خلال الهواتف الذكيّة. وسيشارك في المؤتمر أكثر من 20 متحدثاً وخبيراً من نخبة التربويين والباحثين وصناع القرار على مستوى العالم لمناقشة مستجدات التعلم الإلكتروني.