مدخل:
الكتابة عن المهايطين والهياط والتبعية كبيرة، لكنني لم أجد إلى الآن تعريفاً لغوياً - يروق لي - لمصطلح « الهياط « سوى السخافة!
في ظل التقدم المستمر الذي يشهده العالم، وفي ظل عصر السرعة والتكنولوجيا والتطورات الفكرية والعلمية والعملية التي تتسابق الأمم على إنجازها، والكشف عن المزيد من التطورات التي تساعد في رقي ونهضة الإنسان، يعيش بعض الشباب في حلزونية الهياط ورجعية المجتمع .
فبالتزامن مع فترة الاختبارات انتشرت مقاطع الفيديوهات التي تسابق الشباب في نشرها وتقليد أصحابها تقليداً أعمى، بدون هدف أو معنى سامٍ.
هياط يعطيهم طاقة لأن يفعلوا أشياء خاطئة وخطيرة بل ربما تكون مميتة، كاللعب بالسلاح ومغامرات التفحيط وسباقات السرعة في حواري مأهولة بالسكان، ومقاطع الفيديوهات الشهيرة «البارحة قلبي من الهم ما بات»
فكلٌّ يغني على ليلاه!
كل هذا لأجل أن يثبتوا أنهم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً!!!
نعلم أن السلاح يدرس فيه وشيء من الفخر وعادات البادية أن تتعلم علم السلاح وتعلم بحرص وتأنٍّ.
ولكن أن تأرجح به لمجرد هوى في نفسك فهذا خطأ لو علمت عظيم.
قد تثور عليك مع يقينك أنها كانت مفرغة الذخيرة، ولكن قد أوصدت وقد ثارت وقضي الأمر حينها. والحال يقول « بيدي لا بيد عمرو».
أما عالم التفحيط فحدث بلا حرج.
تغويهم كلمة رجولة وتبكيهم لحظة وداع لصديق أو أخ أو زميل دراسة! مات لأجل أن يسليهم!!
«والبارحة قلبي من الهم ما بات «..
أعترف بجمالية الإبداع التمثيلي الذي قاموا به وأعترف بحق أنهم أضحكوني كثيراً ولكن ما سر التقليد المتبع!
التبعية إلى حد السخافة.. نعم قلدت إلى أن أصبحت شيئاً سخيفاً وعادياً مع كامل الاحترام.
من مبدأ تعلم وعلم.. هل هكذا يتعلم الناس؟!
هل بالأرجوحة تدرس العلوم؟!
لو أرادوا أن يعلموا لما تأرجحوا بالسلاح ولا تمايلت سياراتهم يمنة ويسرة، وأبدعت أفكارهم في صنع مقاطع مضحكة ومسلية، نعم « مبدعة» ولكن ليست لدرجة التقليد الأعمى يا صديقي.
ثم إنني على يقين أن بعض تلك المقاطع لم تنشر ليستفيد الآخرون منها! بل ليعلنوا « أننا نفعل لأجل الجاهلية شيئاً أردناه «.
لابن فلان عامة ولابن فلان خاصة!!!
إنها علوم وأفكار ولكن ليست بهذه الطرق تكون!
عهدنا العلم يأتي بالجد لا باللعب.
أعزائي .. الانتقاد ليس للفشل ؛ بل للتطوير إن كان الهدف خيراً للعباد والبلاد .
ما قد يؤدي للفشل قد يؤدي لنجاح إن تعلمنا من أخطائنا وأخذنا الانتقاد بعين العقل .
الانتقادات ليست لشخص بعينه بل لفكر وتهور إنسان يرى في الخطأ إنجازاً!
أين الإنجاز في مثل هذه الأفعال!
من هنا.. أريد جواباً لسؤال واحد!
ما الهدف من التهايط؟
مخرج:
إن أصبت القول فمن الله وأن أخطأت القول فإنه يبقى اجتهاداً ورأياً اجتهدت فيه لنفسي.
- جدة