من أي صخرة من الصخور، أو هضبة من الهضبات، نحتم هذه القلوب التي تنطوي عليها جوانحكم، والتي لا تروعها أنات الثكالى، ولا تحركها رنات الأيامى؟
من أي نوع من أنواع الأحجار صيغت هذه العيون التي تستطيعون أن تروا بها منظر الطفل الصغير والنار تأكل أطرافه وتتمشى في أحشائه على مرأى ومسمع من أمه، وأمه عاجزة عن معونته؛ لأن النار لم تترك لها يدًا تحركها، ولا قدمًا تمشي عليها؟
لا أستطيع أن أهنئكم بهذا الظفر والانتصار؛ لأني أعتقد أن قتل الضعفاء جبن ومعجزة، وأن سفك الدماء بغير ذنب ولا جريرة وحشية أحرى أن يُعَزَّى فيها صاحبها، لا أن يهنأ بها.
«مصطفى لطفي المنفلوطي»