الجزيرة - المحليات:

يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين يوم الثلاثاء 26 جمادى الأولى الجاري الحفل السنوي للمبادرة الوطنية «الله يعطيك خيرها»، وسيسلم سموه خلال الحفل الذي سيقام بمدينة الرياض السيارات الثلاث للفائزين بمسابقة «القيادة الآمنة» في ختام الموسم الأول من البرنامج التلفزيوني «الله يعطيك خيرها».

عراب المبادرة

ويعتبر سموه «عراب المبادرة» نظير ما بذله من جهد طيلة سنوات ليرى حلمه بمبادرة وطنية تختص بالإعاقة على أرض الواقع، حيث اتخذ سموه من الإعاقة قضية وطنية تستحق التضحية وتسخير كافة الإمكانات، والبحث عن مسبباتها والعمل على تعزيز الوعي المجتمعي لحماية أرواح المواطنين والمقيمين على حد سواء من سلوك التهور في القيادة بالشوارع، وتوعية الشباب بأهمية الالتزام بالأنظمة والقوانين المرورية.

عام من العطاء

ولعل ما يحسب للمبادرة هو شراكتها المثمرة مع وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للمرور حيث قطفت هذه الشراكة ثمار تكاتف جهود الجهات ذات الاختصاص ورفدت الجهود الكبيرة التي تبذلها الإدارة العامة للمرور وعززت الجانب التوعوي، مما أدى إلى انخفاض نسبة الحوادث المرورية بنسبة 10% تقريباً خلال النصف الأول من عام 1435هـ بحسب الإحصاءات الرسمية.

مؤسسة نفع عام

وتستعد «الله يعطيك خيرها» كأول مبادرة مجتمعية للتحول إلى مؤسسة نفع عام مستقلة، وبذلك تكون أول مؤسسة خيرية متخصصة بالسلامة المرورية، حسبما أعلن الأستاذ عبدالوهاب الفايز رئيس اللجنة التنفيذية خلال تدشينها في المنطقة الشرقية، لتشكل رافداً هاماً للاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية التي أجازها مجلس الوزراء قبل عام، ولتستمر المبادرة التي تحظى برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله»، الذي وجه بإطلاقها في جميع أنحاء المملكة حينما كان ولياً للعهد، حتى تكون المبادرة مشروعاً مستداماً وتستثمر دعم الدولة أيدها الله لحماية الشباب.

كما سيتم إطلاق ثلاثة برامج جديدة خلال المرحلة الثانية لتوسيع نشاط المبادرة، وهي: برنامج لتوعية السائقين غير الناطقين باللغة العربية، وبرنامج موجه للطلاب بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وبرنامج تطبيقات التواصل الاجتماعي عن طريق الجوال.

المنطقة الشرقية

كانت المنطقة الشرقية آخر المحطات التي حطت فيها «المبادرة» رحالها قبل ختام المرحلة الأولى، حيث حظي حفل إطلاقها برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية ضمن حفل أقيم بمقر الإمارة، حضره أعضاء اللجنة التنفيذية وممثلون عن الرعاة والشركاء ومجموعة كبيرة من رجال الأعمال، وحشد كبير من الإعلاميين، وشكل تدشينها في المنطقة إضافة قيمة لمسيرتها في ظل مشاركة شركة أرامكو السعودية «الراعي الرئيس» التي أعطت المزيد من القوة لأنشطتها وفعالياتها، كما فعلت خلال تدشينها في مناطق سعودية أخرى، لما تمتلكه الشركة من خبرة وتميز كبيرين في مجال السلامة المرورية وتنفيذها العديد من البرامج الناجحة في هذا المجال، إلى جانب هيئات وشركات وشخصيات فاعلة في المنطقة شاركت في بالمبادرة.

وزارة التربية والتعليم

وكما عُرف عنه في دعم كل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن وجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بدعم المبادرة عندما كان وزيراً للتربية والتعليم، وبدأ برنامج الشراكة مع الوزارة والذي شكل نقطة تحول كبيرة في مسيرتها، وسيتم تعميم المبادرة على كافة مرافق وزارة التعليم العام، والبالغ عددها نحو 34 ألف مدرسة، وتضم أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة، وأكثر من 500 ألف معلم ومعلمة.

المرحلة التجريبية

انطلقت المرحلة التجريبية للمبادرة بعد جهد وتخطيط استمر لمدة عام كامل من قبل المعنيين، وشارك في الحملة عدد من الجهات الحكومية والخاصة، على رأسها شركة أرامكو السعودية «الراعي الرسمي» التي سارعت لدعم هذا العمل الإنساني، كونها من كبرى الشركات التي تمتلك خبرة كبيرة في مجال السلامة المرورية، بالإضافة لمجموعة كبيرة من الشركاء والداعمين في القطاعين العام والخاص، وأقيم حفل الانطلاق التجريبي في مدينة الرياض بتاريخ 11 فبراير 2014، وحظي حفل الانطلاق باهتمام إعلامي كبير، وتفاعلاً منقطع النظير على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث وصل عدد التغريدات يوم الإطلاق 3919، وبلغ معدل ظهور الهاشتاق بين الحسابات أكثر من 49 مليون ظهور، فيما يتابع حساب المبادرة حالياً أكثر من 69 ألف شخص على موقع الفيس بوك، وسجل البرنامج التلفزيوني أكثر من 7 ملايين مشاهدة على موقع يوتيوب.

الفعاليات والأنشطة

حرصت المبادرة منذ انطلاقها على التواجد في الأنشطة الشبابية والجماهيرية في مختلف المجالات، لما لها من فاعلية في إيصال الرسالة بشكل مباشر، وسجل فريق المبادرات برئاسة الشيخ خالد الغامدي حضوراً متميزاً في العديد من المناشط، ومن أبرز مشاركات المبادرة خلال الفترة الماضية:

- مباراة النصر والهلال (دوري عبداللطيف جميل)

- الأولمبياد الأمني

- معرض الكتاب الدولي

- بطولة الرياض لسباقات الدراغ ريس (حلبة ديراب)

- رالي حائل الدولي

- نقاط التفتيش الأمنية (مداخل ومخارج مدينة الرياض)

- مباراة الهلال والشباب (كأس خادم الحرمين الشريفين)

- ملتقى سعداء الشبابي (المجمعة)

- تدشين المبادرة في منطقة عسير

- المخيم التوعوي في الرياض شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز «التحلية».

- تدشين المبادرة في منطقة الباحة

- بطولة «الله يعطيك خيرها» الرمضانية الأولى لكرة القدم

- تدشين المبادرة في شركة توكيلات الجزيرة

- المؤتمر الدولي الرابع للإعاقة

- ملتقى السلامة المرورية (المنطقة الشرقية)

- زيارة نادي النصر

- زيارة نادي الهلال

- مسرحية «ألو عمليات» بالشراكة مع جامعة الملك سعود

- بطولة «خليجي 22» لكرة القدم

- تدشين المبادرة في وزارة التربية والتعليم

- تدشين المبادرة في المنطقة الشرقية

المطبوعات التوعوية

رافق المبادرة منذ انطلاقها مجموعة من البروشورات التوعوية والمطبوعات، التي حرصت على توزيعها في كافة المناشط لإطلاع المجتمع والشباب على الأرقام المخيفة التي تخلفها الحوادث المرورية، بالإضافة إلى مجموعة من الهدايا العينية والتحفيزية التي تحمل شعارها، ووزع القائمون على المبادرة خلال المرحلة الأولى ما يقارب المليون نسخة من البروشورات التوعوية، و25 ألف نسخة كتيب سلامة مرورية، 320 ألف لاصق، و13 ألف مظلة سيارة، 50 ألف قبعة، 50 ألف قميص «تيشرت».

البرنامج التلفزيوني

واكب المبادرة برنامج تلفزيوني يحمل نفس الاسم قدمه الإعلامي المتميز صلاح الغيدان الحائز على المركز 13 بين قائمة أقوى 50 شخصية مؤثرة في تويتر لعام 2014 حسب المرصد السعودي، والحائز على لقب الشخصية الإعلامية المؤثرة الأهم في السعودية لعام 2014 حسب استفتاء صحيفة المواطن، وبث البرنامج على التلفزيون السعودي القناة الأولى بالتزامن مع القناة الرياضية وإذاعة جدة، واختتم البرنامج موسمه الأول يوم 23 ديسمبر 2014 بعد عرض 31 حلقة تلفزيونية استضاف خلالها عدداً من المسئولين والمتخصصين من كافة القطاعات، وساهم البرنامج في تحريك المياه الراكدة والتعامل مع القضايا الهامة التي تختص بالسلامة المرورية، ومنها قضية نقل المعلمات وتشكيل لجان من الوزارة وتخفيض ساعات الدوام في المناطق البعيدة، كما تشكلت لجنة من وزارة الداخلية لمعالجة قضية الدراجات النارية ذات العجلات الأربع، وقضية الطرقات المتهالكة، وقضية الجمال السائبة، والنقاط السوداء التي تتسبب في الكثير من الحوادث، والطرق ذات الاتجاه الواحد وخطرها، مما أدى إلى تفاعل وزارة النقل لإصلاح هذه الطرقات، بالإضافة إلى الكثير من القضايا والمحاور الهامة الأخرى، وتابع حلقات البرنامج على القناة الخاصة به في موقع اليوتيوب أكثر من 7 ملايين شخص حسب الإحصائية الرسمية للموقع.

مكتسبات المرحلة الأولى

من أبرز النتائج التي حققتها المرحلة الأولى، رفدها للجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات الرسمية والإدارة العامة للمرور، وتعزيز الجانب التوعوي، مما نتج عنه انخفاض في نسبة الوفيات خلال النصف الأول من عام 1435هـ بنسبة 10% حسب البيانات الرسمية.

آمال كبيرة

من المتوقع أن تساهم المبادرة خلال المرحلة الثانية بشكل أكبر في تعزيز التوعية المجتمعية، ونشر الوعي لدى الشباب وأفراد المجتمع بأهمية الالتزام بأنظمة وقوانين السلامة المرورية، على أمل أن تستمر نسبة الحوادث في الانخفاض ووصولها إلى أدنى المستويات.