أحمد الرشيد
يعيش الهلال أزمة مرحلة ومع ذلك هناك من يتحدث بتفاؤل عن مستواه أمام السد والسيطرة الميدانية رغم غياب النجوم والمقصود بهؤلاء النجوم الشمراني والعابد وسالم الدوسري الذين كثيراً ما غاب الهلال بحضورهم.
والبارحة لعب الهلال مع الخليج والنتيجة مهما كانت لن تغير من واقع الفريق الذي يعاني وتزداد معاناته في المباريات الكبيرة فهي كما قلت أزمة مرحلة يصنعها إداريون ولاعبون جدد على تاريخ هلال الإبداع والإمتاع ومعهم ضل الفريق طريقه ودخل نفقاً مظلماً سبق وأن سار فيه جاره النصر قرابة خمسة عشر عاماً كانت مليئة بالإخفاقات وقحطاً بالمواهب والنجوم قبل أن يتصدى له الأمير فيصل بن تركي ويعيده إلى الواجهة.
وما يحدث في الهلال حالياً هو استنساخ لتجربة الفشل النصراوية بكل تفاصيلها لكنها في بداياتها والأكيد أن إمكانات الهلال وبكثير من التعاملات الشجاعة والقوية التي تعيد النظام للنادي والانضباط للفريق يمكن أن تجنبه خطر السير على خطى نصر الأمس والإنقاذ ممكن ومتاح فالهلال كنز لا يفنى بشرط أن لا تغضب نتائج المرحلة الهلاليين غضباً يصرف أنظارهم بعيداً عن أحوال فريقهم ويدفعهم لمهاجمة كل من حولهم بسبب وبدون سبب ويشغلهم بألقاب ورقية لا يشتغل بها إلا المفلسون ميدانياً، فمثل هذه التوجهات المستنسخة ستعيدهم للخلف أكثر وأكثر.
أما هلال اللحظة وبعيداً عن أوضاعه الإدارية في انتظار الرئيس القادم هناك مؤشرات خطرة فنية عديدة مرت بخاطري والحكم الرابع في مباراة السد يشير إلى أربع دقائق وقت بدل ضائع وقلت حينها هذا فريق لا تكفيه أربع ساعات للتسجيل وتعديل النتيجة؛ فتشكيلته ليس فيها من يصنع هدف أو من يسجله.. والنجم الحقيقي غائب عن الخارطة الهلالية التي صارت خليط من مواهب شابة يكاد يقتل بعضها الجهل تستلم ملايين لا تحلم بها وتلعب بمزاجية وبلا طموح وتجعلك كمشاهد تكره بسببهم كرة القدم التي وضعتهم في دائرة متابعاتك ومجموعة أخرى من بقايا الأندية وأجانب منهم نيفيز الذي لم تعد لديه رغبة أكيدة في خدمة الفريق وسامرانس التائه.
وفي أزمة المرحلة الهلالية يقبل الهلاليون بمدرب عقده بالتقسيط أربعة أشهر وإذا (صلح) يجدد ثمانية أشهر والحديث هنا ليس عن نجاح المدرب أو فشله، بل الحديث هو عن طريقة الإدارة في الهلال، وقس على هذا كثير.
وفي أزمة المرحلة الهلالية الرائد والفيصلي يدعمان الهلال بصفقات شتوية قيمتها تقارب الثلاثين مليون ريال والأكيد أن مفهوم التجديد في طاقم الفريق ليس مفهوماً عند صناع القرار في النادي فالتجديد في الهلال يعني المطالبة بمنح الفرصة للعناصر الشابة التي تبحث لها عن مركز في الفريق الأول بدلاً من أخرى توقف نموها الكروي واستقطاب لاعبين متميزين فعلاً وليس البحث عن بقايا الأندية حتى باتت قائمة الاحتياطيين في الهلال مجرد تكملة عدد.
وفي أزمة المرحلة الهلالية تقرير حاجات الفريق الفنية يحكمها قرار إداري ولهذا عندما أصبح الفريق يستقبل الأهداف بسهولة ويسجل بصعوبة ظهرت الحاجة الماسة لحارس متمكن وموهوب ورأس حربة هداف لكن صاحب القرار يرى ما لا يراه الآخرون.
وفي أزمة المرحلة الهلالية الأخطاء لا تعالج.. أخطاء في السلوك وأخطاء في جوانب فنية وأخطاء فيهما معاً ولكل منها مثال.. هذا ناصر الشمراني مهاجم بارز على المستوى الفردي لكن محصلة أدائه كقيمة عامة للفريق لا تزال دون الطموحات ربما لأنه كثيراً ما يتهور ويتوتر ويخرج عن النص ويضع فريقه في مواقف صعبة ومحرجة وكان على مسيري الهلال العمل على معالجة ذلك وعدم مجاملته وفرض الانضباط بما يمكنه من استثمار إمكاناته بشكل أكبر والمساهمة في العودة بالفريق إلى منصات التتويج.
وفي جانب الأخطاء الفنية الفردية التي لم تعالج رغم تكررها نجد أن أغلبية الكرات العكسية لياسر الشهراني تظل بلا قيمة أو فعالية فهي إما في إقدام لاعبي الفريق الخصم أو إلى خارج الملعب مفسداً هجمات كثيرة ومهدراً جهداً وافراً.
أيضاً الموهوب سالم الدوسري يكاد أن يخسر نفسه ويخسره الهلال والكرة السعودية لطريقة أداءه الفردي السلبي المبالغ فيه وكأنه لا علاقة له ببقية اللاعبين الذين يلعبون معه بالفريق ولم يجد من يوجهه ويستثمر إمكاناته لخدمة فريقه.
ونواف العابد يقدم نفسه أحياناً على أنه مشروع لاعب كبير وتتفاءل بإمكاناته الفنية وإنها قد تصنع منه رجل المرحلة الهلالية القادمة لكن تكتشف أنها فرحة ما تمت عندما تجده أسيراً لشكليات المظهر يغيب ويحضر ويؤدي بمزاجية قاتلة.
ويأتي حارس المرمى عبدالله السديري كمثال للأخطاء السلوكية والفنية معاً فهو يتهور بكثرة احتكاكه بلاعبي الخصم وفي الجانب الفني تجده أحياناً يقف في المرمى كمتفرج أكثر منه حارس وهي مسؤولية مشتركة بينه ومدرب الحراس والغريب أن الهلال الذي حاول مراراً الاستئناف لتقليص مدة عقوبة خالد شراحيلي لا يستفيد منه أساسياً بعدما انتهت مدة إيقافه برغم أنه أظهر من خلال مشاركته المحدودة مع الفريق أنه لا يزال الحارس الهلالي رقم واحد في الطاقم الحالي.
حتى التيفو الهلالي لم يستوعب حقيقة أزمة المرحلة الهلالية فظهر في بداية مشوار الفريق الآسيوي بعنوان (عودة للانتقام) والواقع أنها عودة إلى المعاناة في ظل عدم الاستعداد لدفع المهر مهر البطولة الغالي على طريقة جوانزو الصيني.
هذا هو واقع هلال اليوم قدمته كما أراه وأظنه واقع يحتاج إلى تغيير وتطوير لكي يعود هلال الزمن الجميل.
وسع صدرك
* العالمية هذه المرة مع الناس لفلفة ودوخة ورباط صليبي وغرابيل ما فيه مثل أول طائرة خاصة تأخذك في رحلة مباشرة من ناديك وأنت ما تدري وتنزلك بين فرق بطولة العالم للأندية ثم تشغلنا صعبة وقوية.
* يقول السهلاوي معلقاً على تعادل فريقه النصر في أولى مبارياته الآسيوية إن أغلب اللاعبين لهم فترة ما لعبوا في البطولات الآسيوية..!.
* يقصد جديدة عليهم.
* الصيف أفضل توقيت لإعلان خلاصة التجربة المحبطة.. ولم ينجح أحد هو أفضل عنوان لها.
* الرئيس المكلف يعمل على تطوير أدائه بالمستشارين لكن ماذا عن تطوير أداء الفريق؟.
* المطلوب في أولى خطوات العودة بالكرة السعودية إلى سابق مجدها ثلاثة رؤساء جدد للاتحاد وللتحكيم وللانضباط.
* تقرير (لا شيء يذكر) يعني العب في الساحة.
* أعجبتني.. يقول أرسطو (أنزل برغباتك لمستوى دخلك وارتفع بها عندما يسمح لك بذلك).. زيادة فلسفة وإلا هي نفسها (مد رجلك على قد لحافك).