أحمد الناصر الأحمد
هناك أشخاص يوقظون الشعر لدى الشاعر، يصوبون كلماتهم الجميلة وأحاسيسهم الذكية تجاه محرضات القصيدة، ويشعلون الجمر تحت الموهبة.. يتسللون إلى مناطق الشاعر الخفية دون أن يحرجوه أو يجرحوه.. فقط ينبهونه ليكتب قصيدة نسي تفاصليها وأحداثها، أو أنهم يقولوا له اكتب شعراً، فمثل هذا الحدث يجب أن لا يمر دون كتابة قصيدة أو أكثر.
هولاء الأشخاص قلة واستثنائيون لديهم حدس عجيب وحاسة لا تخطئ إلا ما ندر، يستنهضون الشعر المخبؤ في الأعماق، ويستدرجونه للظهور.. وهم رغم قلتهم وتفاوت سبرهم لأغوار الشاعر أشخاص مهمّون جداً لكل شاعر.. ويجب أن يدين كل شاعر حقيقي لمثل هؤلاء بالحب والوفاء والعرفان.
جمهور الشاعر ومتابعوه ومحبوه دافع مهم وأساسي لكل شاعر.. هذه حقيقة لا يختلف عليها الكثيرون .. لكن الذين يغرونك لكتابة الشعر ويحفزونك لصياغة قصائد جميلة هم الأهم والمكسب الحقيقي لكل شاعر يبحث عن الإبداع.
اعلم أن الشاعر يكتب الكثير من قصائده بجهده الذاتي وقدراته الخاصة وإمكاناته الفكرية والمعرفية، وله أجواؤه الخاصة، لكن من ذكرت صف ثان لكتابة القصيدة، والراصد الأهم لما فات على الشاعر أن يكتب له أو عنه.
حين يختلي الشاعر بنفسه لحظة صفاء ذهني عليه أن يستعرض قائمة من يعرف من المحبين له وللشعر ويتعرف على هؤلاء الاستثنائيين من بينهم، ويضع لهم في نفسه مكانة تليق بهم، ويجعل في قلبه حظوة خاصة لهذه الفئة النادرة.. وبالتالي يحافظ عليهم قدر ما يستطيع.
خطوة أخيرة: لـ(مريم الزعبي)
بالشارع الخلفي حقيقة مدينه
تلقى بها من كل واضح ومستور
أرواح من ظلم المدينة حزينه
وأرواح يحبس غيّها طلعت النور
هذاك يسأل سكّة الصبر وينه
وهذا وقف عند أول إحساس مكسور