ثمة وقت طويل يقضيه الطالب أو الطالبة في (المدرسة)، وحتى لا يسأم الطالب أو الطالبة من المكان الذي يتلقى فيه العلوم والمعارف، فإنه خليق بنا أن تكون بيئاتنا التعليمية وسيلة جذب لا وسيلة طرد وملل وسأم. وحتى تكون البيئة التعليمية مكاناً يقضي فيها الطالب أو الطالبة سني حياته، فإنه لزام علينا أن نعالج كل ما من شأنه أن يجعل الطالب ينفر من البيئة التعليمية، حتى تكون محاضن جذب، فعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر أقترح:
أولاً المعلم - يجب أن يكون المعلم على قدر من المسؤولية المناطة في عنقه كمعلم ومربٍّ في آن واحد، فالذي يتصدى لمهنة التعليم، عليه أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة التي تفصح عن معلم بحق.. إذاً يجب عليه أن يتصور أنّ الطلاب الذين تحت يده أبناءه سواء بسواء، فيعطي لهم كما يعطي أبناءه، بما في ذلك أن يحترم براءة هؤلاء النشء وأن يحتضن أخطاءهم ويعالجها، فالطالب أو الطالبة إذا أحس أنّ المعلم بمثابة والد شفوق أو والدة رحيمة، فسوف يشعر الطالب بهذه العاطفة الصادقة ومن ثم يحترمها ويتفاعل معها.
ثانياً البيئة التعليمية - يجب أن يكون المكان الذي ينهل فيه الطالب أو الطالبة المعارف والعلوم مكاناً مناسباً لا منغصات فيه ولا أجواء سيئة تصرفه عن ما هو بصدده.. فالمكان المناسب والجميل، هو بيئة مناسبة لنهل العلوم هذا أولاً، وثانياً متى ما رأى الطالب أو الطالبة أنه في أحضان مكان جميل، فإنّ الطبيعة الإنسانية تحافظ على كل ما هو جميل. ويصوغ فيها الطالب أو الطالبة آماله وأحلامه وطموحاته، علماً أن كثيراً من مدارسنا في وقتنا الحاضر تدنو من ذلك ولكن نتطلع إلى المزيد.
ثالثاً المقرر الدراسي - يلاحظ أنّ المقرر الدراسي يحتوي اليوم على حشو من المعلومات، فإذا كان هذا الحشو قد أتعب الطالب أو الطالبة، فإنه جعل تلك المعلومات الهامة تتوارى أمام هذا الحشو.
رابعاً اليوم الدراسي الطويل - أعتقد أن اليوم الدراسي طويل جداً، بحيث إنّ الطالب أو الطالبة يتسرب إليه الملل من طول اليوم الدراسي الذي يصل أحياناً إلى ست ساعات.
خامساً الواجبات المنزلية - إنّ نقل هموم المدرسة إلى المنزل تجعل الطالب على مدار أربعة وعشرين ساعة وفكره كله في البيئة التعليمية لا يراوح عنها، ولكن لو أنّ الواجبات المنزلية أستعيض عنها بساعة في آخر الحصص، يقوم الطلاب عبرها بعمل ما أسند إليهم من واجبات ليحصل في ذلك عصف ذهني جماعي، فالطالب الذي لم يدرك المعلومة يساعده الذي أدركها، ومثل هذا الأسلوب يبقي مقرراته الدراسية في فصله الدراسي، وبذلك يستريح الطالب من عناء حمل هذه المقررات الثقيلة الوزن الذي تقوض ظهور الطلاب.. إني هنا أهيب بوزير التعليم أن ينظر بعين العناية لمثل هذه الملاحظات إن كان فيها ما يستحق النظر.