المال نعمة يهبها الله لمن يشاء، وهو زينة الحياة الدنيا، وهناك في الرس رجل اسمه مسعد بن سمار أفاض الله عليه المال (ما شاء الله) لكنه لم يسعد لوحده، بل أشرك محافظته وأبناءها بتلك السعادة، مطبقاً المواطنة الصادقة والوفاء الجميل وشعر ذلك (التاجر) أن هناك فئة الطلاب المتفوقين علمياً يحتاجون رعاية سنوية تكون عوناً لهم ودافعا إلى مزيد من التفوق والإنجاز والهمة العالية، وهذا بالمقابل مردوده على الكيان الغالي، فهم في قابل الأيام من يساهم في تنمية الوطن من هذا المنطلق الاجتماعي ذهب إلى عقد شراكة مع إدارة تعليم الرس لمدة خمس سنوات لرعاية أبنائه الطلاب من خلال حفل سنوي يحظى بتشريف أمير المنطقة تحت مسمى (جائزة ابن سمار للتفوق العلمي).
وفي صالة الشيخ صالح مطلق الحناكي بكلية العلوم والآداب التي احتضنت حفل التكريم (الرابع) هناك كانت قصة جديدة وحكاية مشاهد من قبل التكريم الذي سبقه أوبريت وطني.. ونثرت الكلمات المرحبة والمباركة والمهنئة للأمير فيصل بن مشعل، أما صاحب الجائزة (ابن سمار) فقد كانت كلمته من العيار الثقيل وحملت مفاجأة للجميع وهي إشارة خاصة لراعي الحفل عندما طلب أن يكون مسماها الجديد (جائزة الأمير فيصل بن مشعل للتفوق) وقد تقبلها سموه بعد إلحاح ولكنه اشترط أن يشار إنها برعاية مالية كريمة من رجل الأعمال مسعد بن سمار.
إنني أرى أن محافظتي الرس قد وفقت (بابن) بار أعطى بلا حدود ليس في مجال التعليم وحسب، لكنه وقف خلف العديد من رعاية المهرجانات والأفراح والمناسبات العامة والحمد لله إن الرس أنجبت العديد من الأبناء البررة رحم الله من توفي منهم وبارك الله بالبقية، وإن الوفاء لمسقط الرأس التي عاش فيها الإنسان لهو خطوة جميلة ومن حق أهل الوفاء أن نقول لهم بالفم المليان أحسنتم وبارك الله في أموالكم وأولادكم وأرزاقكم.
ومن وجهة نظري أدعو إلى أن يكون هناك توجه إلى إنشاء مراكز تأهيل شامل ومراكز للتدريب والتطوير والدراسات من خلال أوقاف عامة يدعمها رجال الأعمال بالمحافظة وخارجها، لأن هذا النوع يحمل صفة الديمومة والبقاء إن شاء الله، وإلى اللقاء.