ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب نظم (المساء الثقافي) والمقام في فندق (مداريم كروان) ندوة ثقافية بعنوان (الرواية) حضرها عدد من المثقفين والأدباء، وأدارها الأستاذ يحيى عسيري، الذي بدأ الندوة مرحباً ومعرفاً بضيفها الراوي السعودي الأستاذ عبد الله الوصالي.
وفي مستهل حديثه عن (الرواية)، قدم (الوصالي) تعريفاً للرواية، مستعرضاً تاريخها، ومشيراً إلى أهم الروائيين السعوديين.
وأكد الوصالي أن الرواية في المملكة العربية السعودية شهدت في السنوات الأخيرة إنتاجاً هائلاً، معللاً إلى حاجة الروائيين للبوح.
فيما تناول الدكتور حسين المناصرة، في مداخلته، نشأة الرواية، موضحاً أن مجتمع الرواية هو مجتمع التحول في العصر الحديث، وأنها نتاج طبيعي للحضارة.
كما تناول (المناصرة) في ختام مداخلته، خصائص الرواية كنتاج أدبي، مشيراً إلى أن أهم تلك الخصائص هي قدرة الرواية على استيعاب جميع الأجناس الأدبية نافياً ما يتردد دائما عن طغيان الرواية على الشعر.
وقد أثارت جملة (طغيان الرواية على الشعر) التي ختم بها (المناصرة) حديثه بعض الحضور من الشعراء، حيث أكد الشاعر علي الزهراني استحالة تأثير الرواية على الشعر، وأنها لا يمكن أن تؤدي ما يؤديه الشعر.
أما الدكتور حسن الفيفي، فقد تساءل عن الرواية السعودية والعربية بشكل عام وهل هما من ثقافة العرب، معتبراً أن الرواية ثقافة غربية وأنها ثقافة حاول العرب أن يُدخلوها إلى الأجناس الأدبية العربية.
أما الشاعر أحمد عطيف فقد نفى أي صراع بين الرواية والشعر وبأن الفنون لا تتراجع كما أنها لا تتصارع.
من جانبه، أكد الدكتور نواف السالم، في مداخلة له، أن الرواية هي فن الإبداع وأن الإبداع والحرية وجهان لعملة واحدة، مطالباً بمنح الروائيين مزيداً من الحرية المنضبطة التي تساعد الروائيين على الإبداع، موضحاً أن الرواية فرضت نفسها على الساحة.
وجاءت مداخلة الأديب يوسف عارف لتحديد مهد الرواية السعودية، معتبراً أن الحجاز هي مهد الرواية السعودية التي بدأت مع عبدالقدوس الأنصاري في (روايته التوأمان) والتي صدرت عام 1349هـ.
وفي مداخلته، علق الدكتور صالح الغامدي على إشكالية الصراع بين الرواية والشعر التي تناولها الحضور في مداخلاتهم، مؤكداً أن لكل منهما مجاله الخاص ولا يمكن لأحدهما أن يقضي أو يلغي الآخر، بل هي فترات ازدهار لهما، موضحا أن الساحة السعودية شهدت هذه المراحل وقد تزدهر السيرة الروائية الآن، نافياً الحديث عن فناء الأجناس الأدبية وبأنه غير ممكن لأن الأجناس بينها تراسل وتداخل وتعايش كما أن الحدود الفاصلة بينها ضعيفة.