د. عبدالعزيز الجار الله

كنت وأنا في الطريق لحضور حفل الاحتفاء بالأمير فيصل بن مشعل بن سعود آل سعود أميراً لمنطقة القصيم أسأل نفسي عن مبررات حب المنطقة للأمير الجديد الذي كان قبل ذلك نائباً للأمير السابق فيصل بن بندر بن عبدالعزيز منذ عام 1427هـ، وفي أثناء الحفل شاهدت ولمست المبررات، جيل الشباب وهم من نراهن عليهم بعد الله في تولي المرحلة القادمة كان هذا الشباب هم أكثر المرحبين بالأمير فيصل الحماس والتفاعل مع فقرات الحفل التي غلب عليها الحنين للقصيم ونهر المحبة لمدينتهم بريدة، عاطفة جمعت بين الأمير فيصل بن مشعل وشباب بريدة بصورة قد لا نراها شاخصة في مواقع أخرى لأسباب ستكشفها الأيام القادمة، فقد حضر مناسباتهم وشاركهم أفراحهم وأعطاهم المساحة والفضاء للتعبير عن أنفسهم وعن هوياتهم.

ليس هذا درساً في حب الأوطان، لكن هناك وجدانيات تلازم القرار الإداري هي الروح المنجذبة تجاه الآخر، فالأمير فيصل بن مشعل أحب الأرض والناس وبيئة الريف والنخل والرمل والمدن الحضارية الناهضة، فهو يرى تشابك الأيدي وتلاقي الأكتاف وبشاشة الوجه مع الأهالي ومع آباء وأجداد هذا الجيل الشبابي الذي جاء ليحتفل بعاطفته - يراها - توطيد وتوطين لمحبة متجذرة داخل قلوب أجيال منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله عندما لاح في الأفق حلم تأسيس الدولة وتوحيد أقاليم جزيرة العرب في دولة حديثة، وبدأت تباشير التوحد في سماء جزيرة العرب من الرياض ثم القصيم، فكانت الحروب الفاصلة في القصيم وعبر أرضها مرت قوافل جيوش توحيد الأرض وتأسيس الدولة هذه المشاعر كانت حاضرة ليلة احتفال بريدة.

في حفل الاستقبال والاحتفاء بالأمير الجديد فيصل بن مشعل كان الأهالي الأجداد والآباء ومن خلفهم جيل الشباب يعبر عن فرحته بقائد جديد يقود مرحلة جديدة من التنمية لأن الأهالي لمسوا من فيصل بن مشعل أنه وضع يده على مفاصل تنموية المنطقة التي تمكنها من الدخول في مرحلة جديدة من الاستثمار منذ أن جاء نائباً لإمارة المنطقة 1427هـ، حيث تولى ملف الطرق والنقل باعتبارها - الطرق - ممرات ومعابر تنموية وحضارية واجتماعية بين الناس، اعتنى في أهم طريق يكاد أن يكون أهم الطرق بالمنطقة:

طريق مكة المكرمة - القصيم والذي اختصر حوالي ثلث المسافة السابقة.

طريق الجبيل الرياض القصيم اختصر تقريباً أكثر من ثلث الطريق السابق، وهذا يعني تقريب المسافة للموانئ البحرية للمنطقة وتحريك الجانب التجاري والاقتصادي.

الضغط الإداري وبقوة لإنجاز الدائري الأول الداخلي لبريدة، والضغط أيضاً لإنجاز الدائري الخارجي لبريدة الكبرى الذي يربط محافظات وسط القصيم ببعضها بطريق دائري ثالث.

الاعتناء بطريق يكسر حاجز رمل نفود الدهناء طريق يفتح بيئات شمال شرق القصيم كي ترتبط بحفر الباطن ورأس الخليج العربي.

أسباب كثيرة دعت أهالي القصيم ولجنة بريدة للاحتفال فالمدينة بريدة تتهيأ للدخول قائمة المدن المليونية ومع هذه الكثافة السكانية تحتاج إلى مسارات للقطارات وطرق برية تجارية واقتصادية لبناء تنمية شاملة تغطي مقر الإمارة ومحافظات ومدن القصيم.