فاطمة العتيبي
بلغ عدد السكان في المملكة نحو ثلاثين مليونا يمثل عدد السكان السعوديين 20.3 مليون نسمة بنسبة 67.6 في المائة من إجمالى سكان المملكة ويبلغ عدد السكان الأجانب 9.7 مليون نسمة بنسبة 32.4 في المائة من إجمالى سكان المملكة.
وتبلغ نسبة البطالة في السعودية 11% وفق آخر تصريحات وزير العمل و 6% وفق آخر تصريحات وزير التخطيط والاقتصاد الوطني!!
وعلى كل حال.. هذه أرقام عالية للبطالة ولم تأت فجأة وكان يفترض أن تكون لدى وزارة التخطيط رؤية للمستقبل بحيث تقي البلاد من التعرض لمنعطف البطالة والتسارع في زيادة النمو السكاني مع زيادة معدلات الاستقدام للأيدي العاملة.
هذه الأرقام العالية أدت إلى انشغال البلاد اليوم بقضية البطالة مما جعلها تسابق الزمن من أجل خفض معدل البطالة وهذا يعني العناية بالكم وليس بالكيف والجودة والاستفادة من الموارد البشرية في المواقع الصحيحة.
ومع هذا القلق الإجتماعي والسياسي من تزايد أرقام البطالة فإن الحديث عن تنظيم النسل لايزال يعتبر بمثابة خروج عن الدين وإنكار لقدرة الخالق على جلب الرزق. وهذا الخطاب المؤمن بالقدر خيره وشره لا يرحم الساسة حين تزداد البطالة ويعلق الجرس!
مثلما أن الحديث عن تنويع مجالات توظيف النساء يؤدي إلى تشنج اجتماعي مذهل يصل إلى الاتهام بالدياثة وعدم الغيرة على النساء.
في حين أن هذه الفئة من المجتمع هي التي تنشط في لوم الدولة حين تعين النساء معلمات في المناطق النائية لتوجد لهن دخلا يحميهن ذل السؤال وامتهان الكرامة ولتمنح حق التعليم لفتيات القرى والهجر مساواة بأقرانهن من الذكور.
كما أن هذا لا يختلف عن طرح سياسة إحلال المواطنين مكان الأجانب في الأعمال المهنية والمهارية وحينها تجد أن الصوت الشعبوي ينشط للتنديد بهذا الاتجاه ويطرح الأسئلة التحريضية: كيف يعمل أبناء البلد في هذه الوظائف؟.
مثل كيف يعمل السعوديون المواطنون أبناء البلد في صوالين الحلاقة أو بيع الملابس أو في كاشيرات محال التغذية أو في محال تجميع الأجهزة أو ورش السيارات أو أعمال المقاولات؟.
أو كيف تعين الدولة الشباب الوطني على تملك محال صغيرة لبيع الخضار أو العمل في مصانع التمور أو.. أو
قائمة من الأسئلة المحملة بلغة الاستهجان لكل الوظائف التي يشغلها الأجانب.
- كيف يمكن للسعوديين أن يعيشوا لولا وجود الأجانب في هذه المهن المساندة؟
ماذا يحدث لو عمل السعوديون فيها؟ ماالذي سيتغير؟
- ستبقى التحويلات المالية في السوق المحلي وسيقل عدد الأجانب، -ستنخفض البطالة.
- ستقل الجريمة.
- ستخف الزحمة في الشوارع.
- سيقل الضغط على الخدمات العامة.