ما من مرة تحدث سلمان بن عبدالعزيز أميراً فوزيراً ثم ملكاً، إلا وكان حديثه في الصميم، ينتقي العبارة، ويحسن اختيار الموضوع، ويتحدث بصراحة وصدق، ويقول ما يؤمن به، ويعبر بما يرضي ضميره، متوافقاً ذلك مع إيمانٍ بربه، وإخلاص لوطنه، ومحبة لمواطنيه.
***
أمس -كعادته- كان متألقاً وهو يخاطب شعبه، ويُسمع صوته للعالم، متفاعلاً مع قضايا أمته والعالم، هاجسه أن يرى صورة غير الصورة التي يمر بها العالم، وأمله أن يبقى مواطنوه ووطنه على ما هم عليه من أمن واستقرار، مُشهداً على ما قاله وتحدث به ذلك الحضور من الأمراء والعلماء والوزراء والشوريين والشوريات وأطياف أخرى من مواطنيه.
***
كان يلاطف الحضور ويداعبهم حين كانوا يتشرفون بالسلام عليه، وكأنه بذلك يُطمئن الجميع على أن هذا الوطن غالٍ وعصي على الإرهابيين من أفراد ومنظمات ودول، قوي بإيمان قيادته ومواطنيه بالله الذي لا يخذل من آمن به، واعتمد عليه، وهذه القيادة ومعها الشعب هي على هذا الصراط المستقيم إيماناً وثقة بالله.
***
لا أريد أن أشير إلى شيء مما قاله خادم الحرمين الشريفين، حتى لا أفسد عليكم متعة التعرف على جديده، فلعل فرصة أخرى يكون مجال الكلام عنها أفضل من أن يتزامن مع نشرها، كلمته -الوثيقة- هي بين أيديكم في هذا العدد، تأملوها وتفحصوها واقرأوها جيداً، ففيها من المضامين والرؤى والأفكار والتوجهات ما عرفناه ونعرفه عن سلمان حين يخاطب شعبه.