عليان بن عبد الله الصقر
الإبداع في اللغة: يعني الخلق والإنشاء والاستنباط. يقال أبدع الرجل شيئاً أي اخترعه. والإبداع اصطلاحاً: القدرة على التنبؤ بالصعوبات والمشكلات التي قد تطرأ أثناء التعامل مع قضايا الحياة وإيجاد حلول لها ومخارج
منها باعتماد أساليب يتمخض عنها اكتشافات جديدة وأعمال مميزة، وتحدث تطوراً وتحسيناً في المجتمع. والمشرف التربوي المبدع هو الذي يمتلك القدرة على استثمار القدرات والاستعدادات المتوفرة لدى المعلمين لتمكينهم من توليد أفكار جديدة بناءة وعملية، ولتنفيذ أعمال متقنة ومفيدة وبناء علاقات إنسانية تعاونية، وتوظيف كل جديد في تحقيق أهداف التربية. والإشراف الإبداعي يستخدم مع المعلمين المجيدين بهدف الارتقاء بمستوى هؤلاء المعلمين، حتى يصل بهم إلى أعلى درجات التمكن والاستفادة من القدرات الإبداعية لدى المعلمين واستثمار ما لديهم من إمكانيات جديدة غير تقليدية في المواقف التعليمية؛ وبالتالي نستطيع أن نستثمر أفكار المعلمين وأن نوجه جهودهم من أجل التوصل إلى أساليب جديدة وتقنيات حديثة، وإلى إجراءات أكثر فاعلية تؤدي إلى الارتقاء بمستوى أداء المعلم، وبالتالي الارتقاء بمستوى تحصيل المعلقين. كما أنه يساعد الإشراف الإبداعي في الكشف عن قدراتهم ويستخرج جهودهم الخلاقة لتوجيهها إلى تحقق الأهداف التربوية، ولا يفرض آراءه على المعلمين لاتباعها ويستفيد مما يفعله الآخرون ويأخذ منه العبر، حيث يتم مساعدة مديري المدارس على وضع إستراتيجيات مبتكرة لإجراء التحسين والتجديد الشامل في السياسات والإجراءات والوسائل والتقنيات وأساليب العمل، وعلى أن يكون منفتحاً أكثر إلى التجارب الجديدة، وأكثر مرونة واستقلالية في الرأي، وأكثر صراحة في بذل الذات، ومحب للمعرفة والاطلاع والمخاطرة والإصرار، وتقديم النصح للآخرين، وإدارة النزاع بشكل بناء مع تقبل آراء الآخرين ووجهات النظر المعارضة؛ متمثلاً في مبدأ الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. ومن أهم أهداف هذا البرنامج، على سبيل المثال لا الحصر:
الارتقاء بمستوى المستفيد, والاستفادة من القدرات الإبداعية لدى المستفيد، واستثمار ما لدى المستفيد من إمكانيات جديدة غير تقليدية في المواقف التعليمية، ونقل المدرسة من العمل التعليمي التقليدي إلى الأداء التطوري الإبداعي لدى كل الأطراف، مع التنوع والتجديد في الأساليب الإشرافية ومواكبة الأنماط الإشرافية الحديثة.