جاسر عبد العزيز الجاسر
ليست جردة حساب على ما تم تحقيقه في الأيام الأولى من عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بل إشراك للمواطنين في خارطة الطريق لجعل المملكة العربية السعودية وطناً وشعباً في الموقع الأكثر تقدماً، وأن تتواصل الإنجازات من خلال تحديد علامات الطريق بوضوح.
هكذا فهم المواطن حديث الملك سلمان بن عبدالعزيز ليلة الثلاثاء، الذي أهم ما ميّزه أنه جاء من القلب، مستهدفاً عقول المواطنين الذين يعرفون تماماً من هو سلمان بن عبدالعزيز.
سلمان الإنسان قبل الأمير وقبل الملك، إنسان يعيش هموم المواطنين السعوديين ويتعايش معهم في أفراحهم وأحزانهم. ولهذا لم يكن مستغرباً تأكيده بأن لا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، وهو ديدن سلمان بن عبدالعزيز منذ أن عرفناه، أينما وجد كان يعمل للجميع قائداً ومخططاً منذ بدايات تسلمه مسؤولياته، منذ أول عمل تسلمه صاحب نظرة شاملة يهتم بالجميع وهو ما جسّده خطاب الثلاثاء الماضي، الذي يشمل العديد من البنود التي يمكن حصرها في موضعين رئيسين، هما الاهتمام إلى أبعد حد بالمواطن الذي كان يتكرر في فقرات الخطاب حتى أعيد ثماني عشرة مرة، والموضوع الثاني هو مستقبل المملكة وأهلها، مؤكداً ومن خلال العديد من الأسباب بأن غد المملكة واعد ومستقبلها مشرق من خلال تفعيل بنود واستشراق المستقبل ولهذا فإن الملك سلمان بن عبدالعزيز أكد على أن السنوات المقبلة ستكون بإذن الله زاخرة بإنجازات مهمة لتعزيز دور القطاع الصناعي والقطاعات الخدمية في الاقتصاد الوطني وأن المملكة استشعاراً بدورها القيادي والرائد لخدمة الإسلام والمسلمين فإن الملك شدد على استمرار تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وزوار الرسول الكريم بتحسين ظروف أداء مناسك الحج والعمرة ولأن المليك كان يتحدث عن استشراق المستقبل فقد وجه حديثه للشباب والشابات معتبراً إياهم -وهو على حق- استثمار المستقبل الوطني وتأكيده على أن الدولة حريصة على إيجاد فرص العمل بما يحقق كل الفرص لتمكينهم من خدمة وطنهم، ويحقق لهم الحياة الكريمة من خلال فرص عمل منتجة ومثمرة ومجدية. ولهذا فقد تضمن الخطاب توجيهاً واضحاً لا لبس فيه بتطوير التعليم بشقيه العام والعالي وتعزيز البنية الأساسية السليمة له.
وبما أن الحياة الكريمة للمواطنين هي الهدف الأساسي والمطلب الدائم للقيادة السعودية فقد كرر المليك توجيهاته لجميع المسؤولين بمضاعفة الجهود للتيسير على المواطنين وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم مع التأكيد على عدم قبول أي تهاون في هذا الصدد، مكرراً -حفظه الله- على أهمية الارتقاء بالخدمات الصحية لكل المواطنين لتكون المراكز الصحية والمستشفيات في متناول الجميع حيثما كانوا، تجسيداً لأن جميع المواطنين هم محل اهتمام القيادة وأن أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات.
خطاب المليك شمل العديد من النقاط المهمة التي لا يمكن الإحاطة بها وإن حصرنا حديثنا في هذا الجزء على ما يتعلق بالخدمات المقدمة للمواطنين، فقد نكمل البنود الأخرى التي تحدد علاقة المملكة بالمجتمع الدولي ودور رجال الأعمال والإعلام.