الجزيرة - سعود الشيباني / تصوير - مترك الدوسري:
تلقى المركز الوطني للاستشارات الإدمان (الرشيد) بأمانة اللجنة الوطنية خلال الساعات الأولى من إطلاق الرقم (1955) أكثر من 620 اتصالا يطالبون باستشارات حول مصير أقاربهم المدمنين والمتعاطين للمخدرات.
وكشف مدير إدارة البرامج العلاجية والتأهيلية بأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات علي بن عوض الشيباني في لقاء خاص لـ»الجزيرة» أن خدمة تلقي الاستشارات ونقل المدمنين بعد تخصيص الرقم 1955 على مستوى المملكة وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ، حيث انطلقت الخدمة يوم الأربعاء أمس الأول ويعمل هذا المركز حاليا على مدى 14 ساعة يوميا وبعد فترة سيتم العمل على مدى 24 ساعة لخدمة الأسر التي لديها مدمن أو أكثر من ذلك، مشيرا إلى أن المركز يعمل به 15 استشاريا وأخصائيا نفسيا واجتماعيا منهم من مستشفى الأمل بالرياض والمديرية العامة لمكافحة المخدرات والأخصائيين باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
وقال الشيباني إن تطوير هذا المركز تم تخصيص الرقم 1955 بالتعاون مع هيئة الاتصالات وشركة الاتصالات السعودية وتم ربط الرقم مع أجهزة مكافحة المخدرات بمناطق المملكة ومحافظاتها وكذلك الشراكة مع مستشفيات الأمل بالمملكة ومركز التأهيل النفسي لتقديم افضل الخدمات العلاجية وحرصا من الأمانة على الأسر من مخاطر المدمنين.
وأشار مدير إدارة البرامج العلاجية والتأهيلية أنه بعد أسبوعين سوف يتلقى المركز نقل وعلاج المدمنين عبر الأجهزة الذكية وحساب نبراس وتوتير ويرتكز هذا المركز على أربعة محاور، الأولى تقديم الاستشارة للأسر التي لديها مدمن أو أكثر من ذلك ، ويتم تقديم الاستشارات والمخاطر التي يرتكبها المدمن ضد أسرته بواسطة الأخصائيين متمرسين في علاجات الإدمان والاستشارات العلاجية والوقائية.
أما المحور الثاني فهو توجيه الأسر على كيفية علاج أبنائهم وربطهم مع الأطباء العاملين بمستشفيات الأمل والموجودة بثلاث مناطق بالمملكة ومركز التأهيل والعيادات النفسية ومستشفيات الصحة الموزعة في مناطق المملكة، أما المحور الثالث فهو وما يتعلق بأرشفة وتوثيق كل الوثائق والمعلومات في جهاز بالمعلومات وإذا تم التأكد من الحالة يتم التواصل مع إدارات مكافحة المخدرات بالمناطق ليكون هناك تواصل رسمي بين المدراء بالشئون الوقائية في إدارات مكافحة المخدرات في مناطق المملكة لإرسال فرق لمكافحة المخدرات لأخذ هذا المريض من المنزل إلى مستشفى الأمل في أي منطقة يتواجد المريض بها وبسرية تامة وبشكل حضاري وكذلك بسيارات وزي مدني بناء على المادة الثانية والأربعين في نظام مكافحة المخدرات ويتم من خلالها نقل المريض قسرا لإحدى مستشفيات الأمل بعد تقديم بلاغ من ذويه والتنسيق بتخصيص أسرة لهؤلاء المرضى، حيث تم التنسيق مع مستشفيات الأمل واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
وكشف الشيباني عن تخصيص مكاتب للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في مستشفيات الأمل لتكون همزة وصل بين أجهزة مكافحة المخدرات وبين أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وكذلك المستشفيات لتذليل كافة الصعاب وتقديم أفضل الخدمات للمدمنين.
أما المحور الرابع فهو الجانب الوقائي وأعتقد فيه انطلاقه حقيقية لأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مع الجهات الشريكة في تقديم مشروع وطني وقائي قادم باذن الله وهذه الجهود والبرامج تأتي بفضل الله سبحانه وتعالى ثم توجيهات الأمير محمد بن نايف ومتابعة من معالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد السالم واهتمام مباشر من أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبد الإله بن محمد الشريف.
وقال علي الشيباني أعتقد أن الرقم 1955 أعطى الثقة والمصداقية للأسر بأن هناك رقم تتبناه جهة أمنية مرتبطة ارتباطا كبيرا مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات وهذا المركز هو امتداد للجهود الأمنية التي تبذلها الأجهزة الأمنية ومصلحة الجمارك ومكافحة المخدرات إضافة إلى ما تقدمه مستشفيات ومصحات علاج الإدمان من برامج وخطط وخدمات علاجية وهذا مهم لتقديم الاستشارة ومنع الانتكاسة وتقديم النصح للأسر والباحثين، كاشفا عن إقامة ورشة عمل قادمة سوف يعقدها هذا المركز بعد ثلاثة أسابيع بمشاركة مسؤولين ومختصين من مستشفى الأمل بالرياض وضباط من مكافحة المخدرات ومن الأخصائيين من المركز، مؤكدا أنهم متفائلين كثيرا بالتعاون مع المستشفيات، حيث بدأ مستشفى الأمل بالمنطقة الشرقية بالنقل للمبنى الجديد والذي يضم أكثر من 600 سرير وهذا يحل مشاكل المنطقة والمناطق المجاورة لها، اما العاصمة الرياض يوجد هناك افتتاح أسرة ومستشفى تابع للصحة بعدد أسرة قرابة 270 سريرا.
وبين الشيباني خلال تصريح لـ»الجزيرة» أن المركز وخلال الـ14 ساعة الأولى من انطلاقته أن أكثر المتصلين الأمهات والزوجات والأخوات، حيث يقدر نسبتهن بـ 80% من إجمالي الاتصالات التي وردت على الرقم (1955) وعددها 620 اتصالا، وعزا السبب يعود أنهم أكثر من يعاني مع المدمن أكثر من غيرهم وخاصة أن الرجال ينشغلون عنهم أبنائهم وعدم إعطائهم الوقت الكافي من النصح والإرشاد.
وبين الشيباني أن غالبية أعمار المدمنين في فئة الشباب ما بين 20 إلى 30 عاما ، فيما يظهر حالات أعمارهم من 16 سنة إلى 20 عاما وكذلك يوجد رجال بالعقد الخامس والسادس من العمر، حيث وردتنا في اليوم الأول بعد انطلاق الخدمة تلقي اتصالين لصغار السن أحدهما 16، والآخر 17 عاما وفيه اتصال ثالث لبنت تبلغ عن والدها المدمن والبالغ من العمر 65 عاما.
وأوضح مدير إدارة البرامج التأهيلية أن عملنا جماعي وتكميلي بين الجهات ذات الاختصاص للبرامج العلاجية والوقائية، حيث تم التعاقد مع أشخاص متخصصين علم نفس وتم التعاقد مع شخص متخصص تقنية متفرغ للمركز.
وفي السياق أكد نايف بن ناصر الفتوح مسؤول التقنية بالمركز قائلا: إن قسم التقنية يسعى لتوفير الجهد والوقت للموظف لتكريس جهده في مساعدة الحالة المرضية المتصلة مع حفظ حقوق كافة الأطراف وهذا البرنامج يساهم في الانسيابية في العمل وسرعته ويتم تعبئة البيانات إلكترونيا وحفظا للوقت.
وقال الفتوح: نحن وضعنا خدمات تسهل على المتصلين الاستشارة والاستفسار عن الحالة بواسطة البرامج التقنية ويهدف البرنامج لربط البرامج العلاجية والمديرية العامة لمكافحة المخدرات ومستشفيات الأمل ، مشيرا إلى أنه وعبر البرامج يمكنك تتبع الحالات ومعرفة كيفية العلاج ونسبة الشفاء ويضمن البرامج سرية المعلومات لضمان حقوق الموظف والمتصل.