الجزيرة - المحليات:
كان من أبرز الكتب التي فازت بجائزة وزارة الثقافة والإعلام لهذا العام، هو كتاب «معلمة الروضة بين النظرية والتطبيق» لمؤلفته الأستاذة سلطانة راشد البكر، وقد جاء الكتاب في نحو 500 صفحة من القطع الكبير وصدر عن دار المفردات للنشر في الرياض.
ومما لا شك فيه أن هذا الكتاب القيم جاء لكي يتصدى لمجال حيوي جوهري يتصل بالمنطلقات التربوية التي تهتم بتأهيل القوى البشرية الوطنية في مراحلها المبكرة، حيث إن الاهتمام بالطفولة الباكرة يعد من أهم المعايير التي يقاس بها رقي الأمم وتحضرها حيث لا يجب أن يترك الأطفال في هذه المرحلة المهمة في حياتهم للنمو بصورة عشوائية، مما يجعلهم يواجهون المستقبل بإمكانات واستعدادات ضعيفة، لا تمكنهم من الرقي بمجتمعاتهم، خاصة أن ما يكتسبه الطفل في هذه المرحلة من حياته من مهارات وقيم وعادات وسلوكيات قد يصعب (إن لم يكن من المستحيل) تغييرها في المراحل اللاحقة من حياته، وهذا يستدعي ضرورة إعداد البرامج المتنوعة التي تساعد على تنمية شخصية الطفل بمختلف جوانبها، حيث تعتبر رياض الأطفال مؤسسات تربوية واجتماعية تسعى إلى مساعدة الطفل في اكتساب مهارات متنوعة وخبرات جديدة، إلا أن مساعدة الأطفال تتطلب معلمة مؤهلة تعي كيفية تطبيق هذه العملية الإنمائية متعددة الجوانب في بيئة تربوية آمنة ومحفزة.
ومن هنا سعت مؤلفة هذا الكتاب «معلمة الروضة بين النظرية والتطبيق» الأستاذة سلطانة راشد البكر إلى تقديم مادة تعنى بالمستجدات في مجال رياض الأطفال وسد الثغرات في منهج التعلم الذاتي المقرر من قبل وزارة التعليم في المملكة، مستفيدة بذلك من خبرتها العملية في هذا المجال على مدى ما يقرب من ربع قرن، والاطلاع على الدراسات والبحوث والتجارب الإقليمية والعالمية.
يعرض هذا الكتاب مادته في جزأين؛ يتناول القسم الأول الجانب النظري النمو العوامل المؤثرة في النمو مبادئ النمو النظريات التي تفسر النمو، جوانب النمو خصائص النمو الحركي والمعرفي والاجتماعي والانفعالي الجزء الثاني الجانب العملي ويتناول كيف يتعلم الطفل وماذا يتعلم؟ المعرفة الطبيعية، المعرفة المنطقية «الرياضيات» وأنواع الأسئلة المثيرة للتفكير، القراءة والكتابة كما يتناول في توجيه السلوك السلوك المشكل، أساليب الضبط، مهارات الاتصال، البيئة الصفية البرنامج اليومي للروضة، الملاحظة العلمية، معايير النمو والتعلم وأخير العلاقة مع الأهالي، مما يجعل من هذا الكتاب دليلا علميا وعمليا لمعلمة الروضة، مثلما قدم في الوقت نفسه مادة تربوية نوعية في مجال الطفولة يوفر للمهتمين من الأهالي ذخيرة ثقافية فيما تخص مرحلة رياض الأطفال، كما يضع أمام الباحثين والمهتمين، إضافة مرجعية جديدة على المستويين المحلي والإقليمي ندعم الدراسات سواء في البنية المعرفية والمعلوماتية أو حصاد التجربة وثمار الخبرة في سبل توجيه المهارات على أسس تربوية حديثة.