فهد بن جليد
ليس المقصود هنا مُمارسة (السُلطة الأبوية)، ولا حتى المُراقبة المُزعجة بقصد (نزع الثقة)، ولكن ما يحدث في تويتر ووسائل التواصل الأخرى أمر مُخيف، يستلزم الوعي الكافي، والشعور بالمسئولية، وعظم الأمانة، والتعامل مع الأمر بالجدية اللازمة؟!
تخدعنا عبارات براقة مثل (ولدي تربيتي)، و(ثقتي في ابني كبيرة)، وعليه يُبنى جدار من العزل بين (الأب) وهاتف (الابن أو البنت) بحجة (الخصوصية)، معظمنا يقول ابني في (أمان) من المواقع المشبوهة أو الأفكار الُمُضللة، ولكن ماذا عن المحتوى الأخلاقي؟ ماذا عن المواقع الجنسية؟ ماذا عن حسابات ترويج (الرذيلة)؟ التي تقدم لهم (وجبة عفنة) تقود لسلوك أخلاقي مُنحرف، قد يهدم كل ما بناه الإنسان لتربية (ابنه أو بنته)، خصوصاً أن مثل هذه (المقاطع) والصور معول هدم في كل المجتمعات الإنسانية، ولا علاقة لها بأي (حُرية زائفة)، قد يتم الترويج لها، أو التحجج بها؟!
الحكومة البريطانية طلبت -مؤخراً- من تويتر مناقشة تعرض الأطفال هناك، لتحميل نصف مليون (صورة إباحية) يومياً على الموقع الشهير، وجد أنها تؤثر في سلوكهم وتربيتهم، ولكن -مسؤولي تويتر- رفضوا مناقشة الأمر نهائياً!!
برلمانيون بريطانيون أكدوا أن (إدارة تويتر) ترفض حجب هذه (الحسابات الجنسية) على غرار اليوتيوب والفيسبوك بحسب صحيفة (الديلي ميل)، وهو ما يُنظر إليه في لندن على أنه تلكؤ من جانب تويتر، يتطلب مزيداً من رقابة (الوالدين) على كل ما يتصفحه الصغار!
لدينا جهود كبيرة تُبذل لحجب مثل هذه (المواقع) والحسابات، ومُطاردة المتورطين فيها، والمُروجين للرذيلة، ولكن مهما أوتينا من قوة مُراقبة، وبذلنا من جُهد لن نستطيع السيطرة على الأمر، مع سهولة الحصول على تلك (المقاطع والصور) خفية، مع عجز الحجب نتيجة سرعة التحميل، مما يعني أن (قناعة المُستخدم) بعدم الدخول أو البحث عن هذه الأمور، هي الحل!
وهو ما يتطلب استخدام سياسة الحوار، والمُشاركة، ومنح الثقة اللازمة، مع المُراقبة المُنضبطة!
بكل تأكيد هذه (مُعادلة صعبة) ولكن هي الطريق الوحيد، للحد من تعرض أطفالنا وشبابنا من الجنسين لمثل هذه (الحرب الخسيسة)، التي لا تقل ضرراً عن الأفكار الهدامة، إن لم تكن هي (أم الانحراف)، وأولى خطواته؟!
فهل يُعقل أن يخاف البريطانيون على أطفالهم، بينما نغض نحن الطرف؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.