سعد الدوسري
منذ تأسست هيئة الصحفيين وحتى يوم أمس، وأنا أتجنب الحديث عنها، أملاً في أن تظهر علينا، في أية لحظة، بحلّة جديدة ترضي طموحات العاملين والمنتسبين للصحافة. وكنت أستطيع أن أفعل ذلك بكل حرية، كوني لست عضواً فيها، وكوني متخصصاً في الكتابة عن الشأن العام، والصحافة هي شأن أكثر من عام.
لقد ظلّ الصحفيون يطالبون برابطة أو جمعية تضمَّ أصواتهم تحت مظلة واحدة، وتتبنى قضاياهم وتدافع عن المساس بهم، وكان لهم أخيراً هذه الهيئة التي قُدّر لها أن تحظى بمقر مميز وقيادات مميزة وأعضاء مميزين، لكن لم يقدّر لها أن تفعل شيئاً. وكان السؤال:
- لماذا لم نشهد حضوراً واضحاً للهيئة، على الرغم من كل ما حظيت به من فرص النجاح؟! هل لأنها أُسستْ لتكون شكلاً بلا مضمون، أو لتكون واجهة للاستهلاك الإعلامي الخارجي بلا امتيازات محلية؟! هل لأن هناك من يريدها أن تفشل، لكي لا تكون لها سلطة على الصحف؟! هل لأن هناك من يريدها أن ترتبط بأشخاص وليس بنظام مؤسساتي، لكي تخدم مصالحهم وعلاقاتهم العامة؟!
هذه الأسئلة يطرحها كل المنتمين للصحافة المحلية، ليس على شخص رئيس الهيئة، فهو ليس المسؤول الوحيد، بل على كل أعضاء مجلس الإدارة، الذين شاركوه في صناعة هذا الفضاء الباهت للهيئة، والمتجسد في نص استقالة عضو مجلس الإدارة الزميل قينان الغامدي، والذي لن يعفيه أحد من تهمة الصمت الطويل على هذه السلبيات المتواصلة للكيان الوحيد الذي يمثّل الصحفيين؛ هذا الصمت منه ومن غيره، هو من قاد الهيئة لهذا الحال!